كان لقاء رئيس مجلس الغرف السعودية صالح كامل مساء الاحد الماضي في امسية الشرقيةالشابة, مثيرا من ناحيتين الاولى انه جرى امام شباب اعمال المنطقة وهم يمتلكون درجة عالية من الوعي والذكاء والحرص على تقديم انفسهم كرجال اعمال المستقبل والثانية ان المتحدث تحدث بكل اريحية وبدون توقع لمعاني المفردات التي تصدر من شخصية اقتصادية مهمة بحجمه. فعندما وصف صالح كامل الشاب السعودي ب»الكسول» كان يتحدث بأريحيته المعتادة ووضوحه ولكنه لم يتوقع انه يتحدث امام اشخاص يدركون ابعاد الكلمات, وهو ما وضح من ردود فعلهم التي كانت مستغربة لذلك الوصف, ولاصرار رئيس الغرف السعودية على توجيه بوصلة الشاب السعودي للوظائف الدنيا مثل بيع الخضار وخلافه. الشاب السعودي ليس كسولا, فهو من يحمي حدود الوطن في القطاع العسكري وهو من يقوم- وكذلك الشابات– بالتعليم في مدارسنا الحكومية وهو من ينجز معاملات ومصالح وعقود رجال الاعمال مع الدولة.المشكلة مع ذلك الوصف والحديث انه صدر من عمدة التجار – حسب منصبه الحالي- وصدر بعد اقل من شهر على الاوامر الملكية الكريمة التي شددت على القطاع الخاص ان يقوم بسعودة الوظائف والدفع بشباب الوطن لقيادة مستقبل البلاد الاقتصادي, ولكن صالح كامل «بصفته الاعتبارية» لازال يحمل نظرته القديمة للشاب السعودي انه «كسول « وغير منتج, وكأنه يعطي اشارة لشركات القطاع الخاص بتبني تلك النظرة المرفوضة التي بذل بعض المتنفذين من رجال الاعمال جهودا كبيرة في ترسيخها في الثقافة العامة هروبا من استحقاقات السعودة التي هي من ابسط الامور المطلوبة منهم لرد الجميل لهذا الوطن.. الشاب السعودي ليس كسولا, فهو من يحمي حدود الوطن في القطاع العسكري وهو من يقوم- وكذلك الشابات– بالتعليم في مدارسنا الحكومية وهو من ينجز معاملات ومصالح وعقود رجال الاعمال مع الدولة, اذا هو ليس كسولا في القطاع الحكومي ولكن صالح كامل لم يسأل عن البيئة والظروف التي يعيشها الشاب السعودي في شركات القطاع الخاص –وهنا لا اعمم- من ضعف في الرواتب وضغط في العمل وتسلط الاجانب وغيرها من هموم الشباب السعودي مع القطاع الخاص.. كنت اتمنى من رئيس مجلس الغرف السعودي ان يعلن عن مبادرة صادقة باسم المجلس تحاكي توجه الدولة في سعودة وظائف القطاع الخاص بعد ان اصبح خيارا استراتيجيا للدولة, وان لا تكون بوصلته موجهة للوظائف الدنيا مثل بيع الخضار وغيرها, وان يبدأ بنفسه وشركاته بسعودة وظائفها والبدء من فوق وليس من اسفل السلم الوظيفي, وان يعلن عن مبادرة لتطوير البيئة العملية للسعوديين في القطاع الخاص, وان يدعو كامل لبرامج تطور قدرات الشباب لكي يثبت فعلا حرصه على مصلحة الشاب السعودي.. فكلها طلبات منطقية ولكنها ربما لا تخاطب هوى بعض الجهات التي لا زالت تنشد نموا في ارباحها الشخصية بعيدا عن النمو العام للوطن والاستثمار في قدراته البشرية المبهرة. اخيرا ننتظر انتخابات رئاسة مجلس الغرف السعودية خلال فترة قريبة ونتمنى ان يفكر رئيس مجلس الغرف الحالي في الراحة وهو الذي قضى عمرا طويلا في ساحة الاقتصاد السعودية, نتمنى له الصحة وان لا يدخل في منافسة على المنصب من جديد, وان يترك الفرصة للوجوه الشابة من رجال الاعمال لقيادة عجلة الاقتصاد, فهذا البلد خلاق ولديه من الكوادر المميزة من ينشدون الفرصة لخدمة وطنهم ومواطنيهم. * رئيس قسم الاقتصاد [email protected]