أقام نادي الحدود الشمالية الأدبي أول أمس أمسية بعنوان «التواصل الثقافي والمعرفي بين الأندلس والمشرق : مقاربات متعددة» للدكتور عبد اللطيف أحمد مومن، عضو هيئة التدريس بجامعة الحدود الشمالية، ذكر فيها إن التواصل المعرفي والثقافي والحضاري يتم عبر عدة قنوات وسبل وليس الأمر بدعا، لأن الإنسان - كما يرى ابن خلدون - اجتماعي بطبعه، وكان بديها أن تنعقد أواصر تواصل عميق وراسخ بين الأندلسيين والمشارقة طيلة الوجود العربي الإسلامي بالأندلس، لأن الأوائل إن هم إلا امتداد : قبلي وقومي وديني وروحي وفكري للهوية العربية الإسلامية، وإذا علمنا بأن العربي محافظ بطبعه على تقاليد الآباء والأجداد ، أدركنا سر تمسك الأندلسيين بالموروث الروحي والمعرفي العربي الإسلامي، خاصة أنهم كانوا يعيشون بين ظهراني أمة أوروبية مسيحية، فكان ذلك مدعاة إلى أن يحصنوا أنفسهم بسياج سميك مقوماته : العروبة والإسلام وما يحملانه من قيم فكرية وروحية، ومعارف علمية بحتة، ومن أبرز قنوات هذا التواصل: - وفود أعلام مشارقة نحو الأندلس بدءا من القرن الرابع الهجري خاصة. - نزوح آلاف الأندلسيين عبر الزمن العربي نحو المشرق طلبا للحج أو العلم خاصة، أو طلبا لأهداف اجتماعية واقتصادية. - حرص الحكام الأندلسيين على ربط الأندلس بالمشرق ثقافيا ومعرفيا وحضاريا. - إدخال الأندلسيين العائدين من الرحلة العلمية لمصادر التفسير والفقه وأصوله والحديث، لكن ابتداء من القرن السابع الهجري انقلبت الآية فصار الأندلسيون يؤثرون في المشارقة أيما تأثير ، بسبب أن المشرق لم يعد منارة العلم والمعرفة كما كان عليه في الماضي. وفي نهاية المحاضرة قدم نائب رئيس نادي الحدود الشمالية الأدبي ثامر بن سودي العنزي درعا تذكارية للضيف ومدير الأمسية.