أكد لقاء (توظيف المرأة في القطاع الصناعي) الذي عقدته غرفة الشرقية بمقرها الرئيسي صباح الأحد على ان تجربة توظيف النساء في القطاع الخاص تسير باتجاه تصاعدي إيجابي، وأن المستقبل يحمل في طياته العديد من النتائج شرط تجاوز العديد من الصعوبات المتعلقة بالتدريب والنقل والحوافز ، وشهد اللقاء الذي أقيم تحت رعاية وزير العمل المهندس عادل بن محمد فقيه مشاركة عدد من المسؤولين الحكوميين المعنيين بالتأهيل والتدريب ، وممثلي عدد من الشركات الصناعية التي حققت انجازات بارزة على صعيد توظيف العنصر النسوي إذ استمر اللقاء من التاسعة صباحاً حتى الثانية بعد الظهر عرضت خلاله 13 ورقة عمل ما بين تجربة ناجحة، وعرض قضية تخص التدريب والتأهيل الخاص بالنساء ، وقد توصل المشاركون والمشاركات في اللقاء إلى أن من أهم معوقات انخراط المرأة في القطاع الصناعي هي قضية التدريب والتي تظهر في عدم توافر البرامج التدريبية المخصصة للمرأة في المؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني، ووجود النقص الحاصل في المعاهد الفنية المتخصصة مما ساهم في رفع كلفة التدريب على السعوديات، هذا فضلا عن عدم مواءمة مخرجات التعليم العام مع سوق العمل، والذي أدى إلى انخفاض الإنتاجية بحكم أن العشرات من النساء يملن الى التخصصات الإنسانية أكثر من الفنية ، ومن التحديات أيضاً هي المواصلات إذ فضلا عن عدم توفر الوسائل المناسبة لنقل السعوديات لمقار عملهن بالمصانع فضلاً عن ارتفاع كلفة النقل من مصنع إلى آخر ، وكذلك عدم توافر حضانات في معظم المصانع أو المواقع القريبة منها، فضلا عن ساعات العمل الطويلة، وعدم تقبل بعض فئات المجتمع لعمل المرأة في المصانع، يضاف لها ان اللوائح الوظيفية المعمول بها في المصانع لا تلائم النساء ، وأوصى اللقاء بتسهيل تأسيس إجراءات حضانات اطفال والتي تخدم توظيف السعوديات، وذلك من خلال تقديم دعم حكومي لتأسيس هذه الحضانات، وحل مشكلة المواصلات عن طريق إنشاء شركات من القطاع الخاص تقوم بهذا الدور، وتوعية المجتمع بأهمية عمل المرأة ولو بدوام جزئي، ومن أجل رفع مستوى الكفاءات النسائية تم التأكيد على تعزيز دور مؤسسة التدريب الفني والمهني، والتعاون مع القطاع الخاص، وزيادة البرامج التدريبية الموجهة للنساء، خصوصا تلك التي تتم على رأس العمل ، وأكدوا على أهمية توفير برامج تمويلية للقطاع الخاص لاستقطاب النساء للعمل لديه، من خلال تأسيس صندوق تحت مسمى صندوق تشغيل المرأة في القطاع الصناعي، برأسمال محدد. شهدت الجلسة الأولى التي حملت عنوان (تجارب محلية ناجحة في توظيف المرأة في المصانع)، وقد تحدثت سمر الزهراني وهي موظفة من مجموعة الزامل للاستثمار الصناعي ومن جانبه اقترح عضو مجلس الإدارة ورئيس اللجنة الصناعية بالغرفة سلمان بن محمد الجشي تأسيس شركة لإدارة عملية التوظيف من خلال دراسة طلبات التوظيف من الراغبات والشركات يدخل في شراكتها صندوق تنمية الموارد البشرية والقطاع الخاص بالإضافة الى هيئة المدن الصناعية بتوفير اراض لاقامة هذه الشركة في المناطق المحتاجة مشيرا الى انه من الممكن اقامتها في المنطقة الشرقية مبدئيا على ان تعمم على باقي المدن بعد نجاحها . وشهدت الجلسة الأولى التي حملت عنوان (تجارب محلية ناجحة في توظيف المرأة في المصانع)، وقد تحدثت سمر الزهراني وهي موظفة من مجموعة الزامل للاستثمار الصناعي، ورقية ثامر من مصنع الجمال الشرقي ، وفي الجلسة الثانية (المعوقات التي تواجه توظيف المرأة بالمصانع) إذ تحدث الدكتور فهد التخيفي نائب المدير العام للبرامج الخاصة في صندوق تنمية الموارد البشرية عن ساعات العمل، ومراكز حضانات الأطفال والمواصلات، وعدم قبول المجتمع لعمل المرأة، وكلها تشكل عقبات امام تواجد المرأة في المصانع، التي باتت تتطلع للتوظيف بعد اطلاعها على التجارب الناجحة في هذا المجال . . مؤكدا على أهمية التكامل والتعاون بين مختلف الجهات المعنية بهذا الشأن. وتحت هذا المحور أيضا تحدثت فاطمة العجلان من مجموعة الحصان للتدريب عن تجربة الحاضنات لدى المجموعة وأكدت بأن وجود الحضانة وهي المكان الملائم لاستقبال الاطفال وتربيتهم وقت دوام امهاتهم، فهذا يعطي دافعا للمرأة بأن ترفع من مستوى انتاجيتها ،وفي الجلسة نفسها تحدث عبدالمحسن الغامدي عن تجربة مجموعة الزامل للاستثمار الصناعي في توظيف المرأة وقال إن ذلك جزء من المسؤولية الاجتماعية للمجموعة، وان النجاح في هذا المجال يتعمد على توافر المكان المناسب والتدريب المناسب (التدريب على رأس العمل مثالا)، والنظر في ساعات العمل، مشيرا الى ان المجموعة قامت بخفض ساعات الدوام الى 7 ساعات يوميا للسيدات، والدوام خمسة ايام اسبوعيا، مع توفير التأمين الصحي للمرأة وأولادها وزوجها اذا لم يكن مؤمنا عليه، وبدل السكن يعطى للعاملة مقدماً. اما الجلسة الثالثة فقد تحدث الدكتور فهد التخيفي عن دور صندوق تنمية الموارد البشرية في توظيف المرأة، بصفته الجهة المعنية بالتوظيف في الوقت الحاضر..مؤكدا بأن الصندوق جهة داعمة، وان هناك عدة قنوات افتتحها لتوظيف المرأة من قبيل اللقاءات ومراكزالتوظيف والموقع الالكتروني، وان الصندوق قد انشأ قاعدة بيانات عن متطلبات وبيانات المصانع يرسلها تباعا على كل قنوات التوظيف ، وتحدثت حنان الجويعد (المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني) عن تدريب الكفاءات الوطنية بمتطلبات سوق العمل، استعرضت خلالها اهداف المؤسسة والمتمثلة في استقطاب القوى العاملة الوطنية وتأهيلها والتواصل مع جهات التوظيف لاستقطابها وظيفيا. وفي الجلسة الرابعة التي عقدت بعنوان «الجهود الحكومية لتفعيل الأمر الملكي «سعودة وتأنيث الوظائف الصناعية للمرأة قال الدكتور فهد التخيفي ان نجاح قرار التأنيث يرتبط بتوافر 3 عناصر هي : الجهات الحكومية واصحاب العمل وتوافر الراغبات في العمل ، وأوضح التخيفي بأن وزارة العمل لاتمانع في تأنيث المهن الصناعية التي تناسب المرأة متى ماتوفرت بيئة العمل المناسبة لها والتي توفر لها الخصوصية والاستقلالية وتكون آمنة لها مشيرا الى أن الوزارة لم تشهد رغبة اية مصنع في التراجع عن توظيف المرأة بعدما اثبتن جدارتهن في العمل لدى تلك المصانع. وحول تجارب بعض الدول في توظيف المرأة قال محمد الحربي ان العديد من الدول في الاتحاد الاوروبي والدول العربية اتخذوا اجراءات فعالة وتشريعات لعدم التمييز بين الرجل والمرأة بالاضافة الى استراتيجيات هامة لتفعيل ذلك. وفي الختام كرم عضو مجلس الإدارة ورئيس اللجنة الصناعية بالغرفة سلمان بن محمد الجشي المشاركين في اللقاء.