مع نمو المجتمع تنمو الثقافات المختلفة ويتشكل البعد الانساني في هوية المجتمع . وقد عاش المجتمع السعودي الكثير من التغييرات الاجتماعية التي طرحت مفاهيم جديدة وحركت في كثير من الأحيان المياه الراكدة وبرزت خلال ذلك العديد من المبادرات الجميلة التي تثبت أننا بإذن الله خير أمة أخرجت للناس وان المواطن السعودي تواق للعمل الجماعي الخيّر . وثقافة العمل التطوعي وهي تحتل مركز الصدارة في هذه الثقافات أصبحت تشكل رافدا كبيرا للأعمال الخيرية التي تجيء انسجاما مع قول الرسول صلى الله عليه وسلم (خير الناس أنفعهم للناس) وتوجه طاقات الشباب لكل ماهو مفيد ونافع . والعمل التطوعي في الدول المتقدمة يمنح المشارك فيه مكانة اجتماعية متميزة بل ويفتح له آفاق العمل والقبول في الجامعات. ولا ينغمس في العمل التطوعي إلا من سمت نفسه وطابت سريرته وتملك ذاته حب الخير والعطاء ومع إيماني بان العمل التطوعي يؤتي ثماره دائما من خلال تأكيده على تكاتف المجتمع وإحساس الجميع بواجبهم تجاه بعضهم البعض إلا ان الأمر بات يحتاج إلى تنظيم أعمال العمل التطوعي تحت مظلة تتولى تحويله إلى عمل مؤسساتي له استراتيجية ورؤية واضحتان ويلقى الدعم الكامل من الدولة . كثيرون يرغبون المشاركة في الأعمال التطوعية ولكنهم يترددون خوفا من أن يكون الأمر غطاء لتوجهات تخالف الأنظمة والقوانين. ومن هنا أوجهها دعوة لسمو أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف وهو المعروف برؤيته الحصيفة وحماسه لكل عمل انساني ان يرعى إنشاء لجنة عليا للعمل التطوعي يرأسها سموه وتضم العديد من المساهمين في العمل التطوعي من رجال الأعمال وشباب الشرقية وتكون نواة لهيئة على مستوى المملكة العربية السعودية وتشكل مظلة تعمل تحتها الأعمال التطوعية وتدعمها وتساهم في تحقيق أهدافها . إن عشوائية الأعمال التطوعية في كثير من الأحيان تشتت جهودها وتفقدها طاقتها في التغيير وقد تتيح في بعض الأحيان الفرصة لذوي النفوس الضعيفة لاستغلالها والانحراف بها عن الهدف الرئيس . أنا شديد الايمان بدور الشباب والشابات في الأعمال التطوعية وشديد الإعجاب بحماسهم ، وبالتالي فان مستقبل العمل التطوعي سيبقى مشرقا ساطعا ليؤكد أن هذا الشعب الكريم يبقى مصدرا للخير والعطاء . Twitter : h_aljasser