أكدت سمو الأميرة نوف بنت مشاري بن عبدالعزيز أن للعمل التطوعي أهمية كبيرة على حياة الفرد والمجتمع. حيث ينبع من الإحساس بآلام الناس، وتلمس حاجاتهم، ولولا هذا العمل لازدادت حالة الناس بؤساً وشقاء، وقالت في حديثها للجزيرة إنه واجب وطني، وشرف كبير لمن يؤديه، ويقوم به فإضافة إلى ما ينعم به الإنسان من أجر وثواب عند الله سبحانه وتعالى، فإنه يحظى بقيمة إنسانية واجتماعية كبيرة في محيطه ومجتمعه وذلك لما يخلفه هذا العمل من آثار نفسية واجتماعية تترك مدلولاتها الجوهرية وآثارها الإيجابية الواضحة على الفرد وتعكس إشعاعاتها المباشرة على المجتمع وهو عطاء متبادل بين المتطوع نفسه وبين ما يقوم به من عمل وما يؤديه من دور، فعوائد العمل التطوعي جمة ومزاياه عديدة قد تفوق ما يقدمه المرء تجاهها من جهد ووقت وعطاء، وإن فضل العمل على صاحبه أكثر بكثير مما يستحق ويكفي أنه يمنح صاحبه سعادة الدنيا والآخرة، فما كان لله يبقى ويدوم ويثمر وما كان لغيره يفنى ويزول وهذا مصداق للآية الكريمة في قوله تعالى: وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ . وحول الأعمال التطوعية التي يمكن للمرأة أن تقوم بها؟ أوضحت سموها أن هناك الكثير من المجالات والمشاركات التي يمكن أن تقوم بها المرأة، فنجد في مجتمعنا السعودي متطوعات بالمال فقط ومتطوعات بالجهد فقط وهناك متطوعات بالجهد والخبرة ومتطوعات بالوقت ومتطوعات بالجهد والوقت والمال أما بالنسبة لنشاطات العمل التطوعي والاجتماعي فهي كثيرة ومتعددة وأوضحتها شريعتنا الإسلامية فأدناها إماطة الأذى عن الطريق، وأبسطها تبسم المؤمن في وجه أخيه المؤمن، ومنها رعاية المسنين والعجزة والاهتمام بالعوائل المحتاجة والفقيرة والاهتمام بالأمومة والطفولة ومحو الأمية ورعاية المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة إضافة إلى مشاريع الزواج الجماعي وصناديق الإعالة في شهر رمضان المبارك والاهتمام بمدارس تحفيظ القرآن وإقامة المنتديات الفكرية والثقافية والاهتمام بالثقافة الصحية في المجتمع لا سيما ما يخص المرأة والأسرة العمل على التواصل الاجتماعي. وعن المرأة السعودية وموقعها في منظومة العمل التطوعي؟ قالت الأميرة نوف بنت مشاري بن عبدالعزيز: تحتل المرأة مكانة عظيمة في المجتمع السعودي ومشاركتها في الأعمال التطوعية أمر ضروري ولا بد منه، وهذه المشاركة مرتبطة بقضية التقدم الاجتماعي فكلما تقدم المجتمع وارتقى حضاريا كانت فرصة المرأة أوسع في المشاركة والعطاء وكما هو معروف فإن تنمية المجتمع عملية مشتركة هدفها إحداث تطوير كمي ونوعي في المجتمع يشارك فيها المرأة والرجل بالفكر والتوجيه والإرشاد والعمل ولأن المرأة نصف المجتمع فقد شاركت في تطور المسيرة الاجتماعية وفي مستوى الثقافة والوعي حيث بدأت تبرز نفسها في مختلف الأنشطة كعنصر فاعل ومؤثر ومبدع في مختلف مجالات العمل لا سيما في العمل التطوعي والخيري وإن قدرة المرأة على العطاء في هذا المجال تفوق قدرة الرجل في أكثر الأحيان. ويعود تفرغ النساء للعمل التطوعي لقدرتهن على تنظيم أوقاتهن أكثر من الرجال، كما أن حركتهن وسط المجتمع النسائي أسهل وأوسع لذا ظهرت الجهود النسائية التطوعية بصورة منظمة من خلال جمعيات نسائية تطوعية تهتم بمسؤولياتها في رعاية المرأة وتعليمها وتثقيفها والاهتمام بمشكلاتها. ومعروف أن من أهم أهداف تلك الجمعيات العمل على رفع مستوى الأسرة السعودية، والوصول بها إلى مستوى اقتصادي واجتماعي وثقافي مناسب تدعم صلاحية الأسرة وتوفر المقومات الأساسية لها مما يجعلها قادرة على التحرك بالمجتمع. وتعمل على النهوض بمستوى المرأة السعودية على وجه الخصوص في شتى المجالات الدينية والاجتماعية والثقافية والتربوية والصحية والاهتمام بالطفل السعودي وتهيئة الفرص له للنمو السليم المتكامل. ورعاية المعوقين والاهتمام بهم ودمجهم في المجتمع ونشر الوعي الثقافي والديني والصحي والاجتماعي بين أفراد المجتمع. ومن هذا المنبر أدعو المرأة السعودية المشاركة والانضمام إلى الجمعيات الخيرية وجمعيات المعوقين لدعمها ماديا ومعنويا والمشاركة بالأعمال التطوعية الإنسانية والخيرية وخاصة في هذا الشهر الفضيل.