مع الاحتفال باليوم العالمي للأصم والذي تحتفل به الجمعية السعودية للإعاقة السمعية اليوم بالأحساء بدت مطالب هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة بالازدياد، فخرجوا عن صمتهم وبدأوا يعبرون ولو بطريقتهم عن ما يدور في أذهانهم من توفير لأبسط حقوقهم المدنية بداية من التعليم والتوظيف والتأهيل الذي يحفظ لهم مكانتهم في أوساط المجتمع الذي يعيشون فيه. أولياء أمور الصم من جانبهم والذين لم يجدوا من يخفف عنهم ما يعانوه من تهميش لأبناءهم الصم بنوا تطلعات كبيرة لتحقيق أبسط حقوق هذه الفئة مع وضع حلول عاجلة حتى لا يشعر الأصم بغربته داخل مجتمعه . هذا العام يأتي شعار أسبوع الأصم ال 38 ليحمل شعارا يؤكد من خلاله أهمية الحرص على المولود منذ ولادته، حتى يتم تقليل نسبة الصم في المجتمع والمبادرة لوضع الحلول لهم عبدالله العبدالله ولي أمر لطفل مصاب طالب بأهمية التدخل والكشف المبكر عن الصم وضعاف السمع، ورأى أن مراكز التدخل والكشف المبكر عن المعاقين والإعاقة غائبة في الكثير من مستشفياتنا مما يجعل معاناته ومعاناة عائلة الأصم تزداد عندما يشعرون أن لديهم طفل أو طفلة مصابة بالصم أو لديها ضعف شديد في السمع. أما والد الشاب علي المرزوق 18عاما، والذي لم يجد من يأمن لابنه سماعة لضعف سمعه! فقال: مع أن ابني يدرس في البرنامج التأهيلي للتربية الفكرية، حيث تم رفع أكثر من تقرير من قبل معلمي التربية الخاصة بالمدرسة إلى مركز التربية الخاصة بحاجته إلى سماعة أذن إلا أنه لم يحصل عليها حتى يومنا هذا، ويضيف انه أصبح خائفاً على ابنه من أن يصاب بالصم الكلي مع الأيام. في حين تساءل العديد من الصم عن نصيبهم في التعليم العالي ومواصلة دراستهم الجامعية والتي ان وجد لهم مجال لم يوجد من يفهمهم ويقدم لهم مناهج خاصة بهم بل يتعاملون معهم في هذه البرامج كأنهم أصحاء، بجانب قلة الفرص التعليمية أمامهم في الجامعات ، هذا بالإضافة إلى صعوبة المناهج في معاهد وبرامج الأمل، إضافةً إلى ضعف تأهيل وتدريب المعلمين والمعلمات بشكل عام . كما يسأل عبدالله البوصالح عن غياب المترجمين للغة الإشارة في الجهات والدوائر الحكومية والمستشفيات والتي تعتبر من الجهات الخدمية التي تقدم خدمة للمواطنين مثل المرور والبلديات والمستشفيات والمحاكم، حيث أشار الى أنه يعاني أشد المعاناة عندما تضطرهم الأمراض إلى مراجعة المستشفيات أو المراكز الصحية ولا يجدون من يفهمهم ويسمع لهم من الموظفين والممرضين والأطباء. من جانبه بين منسق الجمعية السعودية للإعاقة السمعية في الأحساء محمد النجادي أن أسابيع الأصم العالمية والتي تقام كل عام وهي متعددة المواضيع تحمل في طياتها تطلعات ومعاناة الصم على مستوى العالم والمجتمع المحلي، فأسبوع الأصم بمثابة العرس لهذه الفئة وفرصة للتعبير عن ذاتهم، وتأكيدا للمجتمع على أن هذه الفئة غير عاجزة وغير عالة على المجتمع، ومما يدل على ذلك هذه المناسبات والمواقف التي كشفت للمجتمع عن طاقات ومواهب متعددة لدى هؤلاء الصم الذين أبدعوا في مجالات علمية وفنية وتعليمية ورياضية، وأضاف النجادي: في هذا العام يأتي شعار أسبوع الأصم ال 38 ليحمل شعارا يؤكد من خلاله أهمية الحرص على المولود منذ ولادته، حتى يتم تقليل نسبة الصم في المجتمع والمبادرة لوضع الحلول لهم، مع التقليل فيما نسبة 90 بالمائة من الأخطاء الطبية في ذلك، مشيًرا الى انه لا يمكن أن ننكر أن هناك بعض الصعوبات والمعوقات التي توجه اصحاب هذه الفئة ولكن هناك عمل جاد من قبل العديد من الجهات ذات العلاقة للعمل على إزالتها أو التقليل منها، وكذلك هناك الكثير من الايجابيات التي لا بد أن نذكرها حتى لا نجحف دور الآخرين فمن حيث العمل فمكاتب العمل ووفق توجيهات وزارة العمل الزمت العديد من الشركات والمؤسسات بتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة ومنهم الصم وهذا وسام نعتز به، كذلك هناك جهود وتنسيقات بين الإدارة العامة للتربية والتعليم في المحافظة وجامعة الملك فيصل وجمعية المعاقين والجمعية السعودية للإعاقة السمعية لوضع حلول تساعد في تخفيف المعاناة عن الصم من حيث مساواتهم بالأصحاب في الوظائف والتعليم وغيرها من البرامج، ولا شك أن أبرز الصعوبات التي يمكن أن نذكرها هنا على عجالة هي غياب الفرص التعليمية أمام الصم لمواصلة الدراسة الجامعية، وقلة نسبة الفرص الوظيفية، وغياب المترجمين وضعف التواصل اثناء مراجعتهم الدوائر الحكومية، وكذلك غياب اللوحات الإرشادية للصم، وقلة تواجد مترجمي لغة الإشارة في المهرجانات والمحاضرات والدورات التي يتواجد فيها الصم، وعدم تطبيق العديد من الجهات الحكومية التوجيهات بتأمين مترجم في كل دائرة حكومية. وذكر النجادى أنه لا يوجد احصائيات واضحة ودقيقة عن أعداد الصم على مستوى الوطن العربي بينما ذكرت منظمة الصحة العالمية الأخيرة، أن مجموع الصم في العالم بلغ أكثر من 150 مليون شخص من الجنسين أي ما نسبة 2.50 بالمائة من نسبة سكان العالم.