هذا كراس لطيف ألفه الأديب المهندس محمد بن عبد الله المنصور الذي كان مجاوراً لي بصفحة الرأي بهذه الجريدة، إلا أنه اعتذر عن المواصلة لأنه مسافر في بعثة إلى الولاياتالمتحدة وقبل أن ألم بهذه المعلومة لمته على الاعتزال وطلبت منه الصمود فبين لي السبب المقنع، ثم علمت بصدور هذا الكراس الذي تفضل بمنحي نسخة منه وأول ما استلمت النسخة قرأت على الغلاف الأخير بعض ما كتبه الأستاذ نجيب الزامل حيث جاء في فقرة مما كتب : ( محمد المنصور يقدم كتاباً سهلاً لمواضيع لن يكون حلها سهلاً، أنه يقدم تجارب علمية من أسهل البوابات ولوجاً للكتابة المباشرة السهلة والرأي الحقيقي والخبرة المجربة ). ( استفاد من تلك الخبرة والممارسة الإدارية الفنية ) بحكم إطلاعه على العديد من النظم الإدارية المستخلصة من ديناميكية الأعمال التي يشارك فيها مجموعات من الموظفين والإداريين والرؤساء المتخصصين فاستخلص من تجاربه وممارساته العلمية الكثير من التجارب والاختراعات والأفكار التي اوحت إليه أن يجمع بعضها في كتاب أنيق يقدمه للقارئ العربي في ثوب يجمع بين المتعة والطرافة والإفادة من تجارب الآخرين وابتكاراتهموبما أن الأستاذ محمد المنصور مهندس نظم، وقد عمل بهذه المهنة حوالي عشرين عاماً لدى شركة الزيت العربية السعودية ما أهله للحصول على بعثة تخصص كمستشار في هندسة النظم فقد استفاد من تلك الخبرة والممارسة الإدارية الفنية ) بحكم إطلاعه على العديد من النظم الإدارية المستخلصة من ديناميكية الأعمال التي يشارك فيها مجموعات من الموظفين والإداريين والرؤساء المتخصصين فاستخلص من تجاربه وممارساته العلمية الكثير من التجارب والاختراعات والأفكار التي اوحت إليه أن يجمع بعضها في كتاب أنيق يقدمه للقارئ العربي في ثوب يجمع بين المتعة والطرافة والإفادة من تجارب الآخرين وابتكاراتهم في شتى مجالات العمل الصناعي والاقتصادي والإداري . والكتاب يصفه مؤلفه بأنه : مجموعة من أفضل قصص الإبداع والابتكار والأفكار الإدارية الناجحة للشركات والأفراد ولا يكتفي المؤلف بهذه اللمحة بل هو يختم كل فصل من فصول الكتاب بجملة أو عبارة محفزة مثل قوله في نهاية الفصل الأول من الباب الأول: الخطوة الأولى لحل أي مشكلة تبدأ بمراجعة الأساليب والطرق الحالية التي تفتقد أنه لا يوجد أفضل منها أو أنه لا يمكن تغييرها . أثمن الأفكار وأفضل الابتكارات تأتي دوماً من أبسط العاملين الذين يتعاملون مع المشاكل والتحديات بشكل مباشر منهم يملكون نفس العقول، ولا يعرضون للضغوط التي تحد من إبداعات الرؤساء وقدراتهم. أو قوله:( الأزمات قد تكون دافعاً للإبداع لأنها تجبر المنشأة أو الفرد على البحث عن خيارات أخرى قد تكون أفضل مما هي عليه لكنها لم تملك الشجاعة أو الوقت لتجربها). وقد سار المؤلف في بقية فصول الكتاب السابقة على هذا المنوال المختصر والمحفز على مواصلة القراءة والاطلاع على ما احتوته هذه الفصول من ذخائر الحكم المنبثقة من التجربة والممارسة العلمية اكتسبها المؤلف من مزاولته لعمله كمستشار في إدارة الاستشارات التنظيمية بشركة أرامكو السعودية وقد اخترت للقارئ طرفة بسيطة دونها المؤلف في الفصل الأول من الباب الأول . بعدما عادت الزوجة من عند جارتها حيث تناولت معها طعام الغداء قالت لزوجها : لقد كان طعاماً لذيذاً بوجود السمك المقلي، فطلب أن تعد له سمكا مقلياً لكنها لا تجيد قلي السمك فاستشارت صديقتها عن كيفية إعداد المقلي فأشارت عليها أن تنظف السمكة جيداً وتقطع رأسها وذيلها فسألتها : ولماذا نقطع ذيلها ورأسها؟ قالت : لا أدري فقد رأيت أمي تفعل ذلك ثم هاتفت أمها فسألتها عن السر في ذلك فقالت أنا لا أعرف لكني رأيت أمي تفعل ذلك وسوف أسالها وأخبرك فبادرت الأم بسؤال الجدة عن السبب في قطع رأس السمكة وذيلها – سوف يتخيل القارئ جواباً علمياً أو صحياً – لأنه أبسط من ذلك حيث قالت الجدة : كانت المقلاة التي لدي صغيرة لا تتسع لكل ذلك الحجم الكبير . إن هذا الكتاب مليء بالطرائف المستخلصة من التجربة العلمية ومواصلة الإطلاع على تجارب الآخرين فهو بحق دستور للنجاح ومؤلفه الأستاذ محمد بن عبد الله المنصور جدير بذلك.