كان السعوديون قبل توحيد المملكة على يد المغفور له - بإذن الله - الملك عبدالعزيز وقبل ان يكتشف البترول يسعون في أرض الله الواسعة بحثا عن الرزق الحلال، ونقل لنا التاريخ في هذا السياق قصص العقيلات وسفرهم إلى الشام ومصر. كما استوطن عدد كبير من طلاب الرزق هؤلاء في مدينة الزبير وفي البصرة في العراق وكان لهم تأثير كبير في الحركة الاقتصادية والاجتماعية في هذه الدول حتى ان عبدالسلام عارف - الرئيس العراقي الأسبق - لم يجد في سيارات رئاسة الجمهورية في ذلك الوقت ما يستخدمه عند زيارته البصرة إلا سيارة تعود ملكيتها لآل الزهير، وعندما أنعم الله على هذه البلاد بالأمن والخير الوفير عادوا لوطنهم ليساهموا في بنائه وتميز عدد كبير منهم في مجالات مختلفة منذ البدايات عُرِفت المملكة العربية السعودية أنها بيت العرب الكبير الذي يحمل همهم ويجبر كسرهم ويقيل عثراتهم، فلعل هذه الفئة التي أصبحت جزءا من نسيج الوطن تجد تحت سقف هذا البيت الكبير ملاذا لهم . عملية التنمية احتاجت الى ان نستعين بأعداد كبيرة من أشقائنا العرب والمسلمين الذين جاؤوا منذ عقود، فمنهم من قضى في المملكة أكثر من ثلاثين عاما وأنجبوا أولادهم في هذه البلاد الطيبة ونشأوا وهم لا يعرفون لهم أرضا غير أرضنا ولا سماء غير سمائنا، بل منهم من تزوج سعوديات ومنهن من تزوجن سعوديين. لهم قصص محزنة مع طلبات الحصول على الجنسية، فالظروف التي جعلتهم يتركون بلادهم مازالت قائمة، وعودتهم باتت مستحيلة خاصة في ظل (خريف عربي) أكل الأخضر واليابس. بعض أبناء الأسر حصل على الجنسية السعودية، وبعضهم لم يحصل عليها، ليتحول الأمر إلى قصص يدمي لها القلب. أحد الأطباء انشأ مستشفى هو الأول من نوعه في المنطقة الشرقية ومات وفي قلبه حسرة عدم الحصول على الجنسيه السعودية، بعد وفاته باع أبناؤه المستشفى وعادوا بقيمته لوطنهم . أعرف في سمو الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية حسا إنسانيا بالغا وأنا على يقين من ان وضع هؤلاء ضمن اهتماماته .. لماذا لا نمنحهم الأمان الذي عشناه في بلاد الآخرين ؟! ومنذ البدايات عُرِفت المملكة العربية السعودية أنها بيت العرب الكبير الذي يحمل همهم ويجبر كسرهم ويقيل عثراتهم، فلعل هذه الفئة التي أصبحت جزءا من نسيج الوطن تجد تحت سقف هذا البيت الكبير ملاذا لها . Twitter : @h_aljasser