قال الشاعر: تغرّب عن الأوطان في طلب العُلى وسافر.. ففي الأسفار خمسُ فوائدِ تفرّج همِّ واكتساب معيشة وعلم وآداب وصحبة ماجدِ تنطبق الميزة الثانية قديماً على صاحب نجد (اكتساب معيشة) قال شاعرهم: منوّلٍ ما نعرف إلا مسانيد ومَحَادير إما مع الغوص.. ولا مع هل البصرة نْطاره مما يدل على أن راعي نجد يسافر فقط للرزق. قبل السعة التي نتمتع بها الآن. وقال المتنبي: وجئت نحوك، لا ألوي على أحدٍ أحث راحلتيّ الفقر والأدبا. حتى إن امرأ القيس سافر هنا ، وهناك في طلب المساعدة على الأخذ بثأر أبيه. وسافر المهجريون من شعراء العربية طلباً لسهولة انطلاق سليقتهم الإبداعية. ورحلات العقيلات بين القصيم والشام كانت تسوّقاً لهم ولغيرهم، يشترون ضرورات الحياة. أما الآن فأعطوني شخصاً أو عائلة تحاول الحجز على أقرب طيران يقوم من المملكة تطلب الرزق.. أو تكتسب معيشة. المسافر من بلادنا يذهب ليقوم «بإعاشة» وإنعاش سكان البلد المضيف. لو قيلت الأبيات التي جاءت في أول الزاوية هذه في عهدنا الحاضر لجزمتُ أن قائلها صاحب شركة تنظيم الأفواج السياحية.