عندنا في نجد مثل شعبي يقول : (( جاك يا مهنا ما تمنى )) لعلنا نطلق على المتقاعدين أمثالي كلمة مهنا وهي - بإذن الله - من التهنئة رغم ان كلمة متقاعد أصبحت منبوذة في المجتمع، فمرّة يقال له : ((مت قاعدا )) ومرة يقال له : منتهي الصلاحية، ومرة يقال له : ما عاد فيه حيل يعني مستهلك أمضى سنين شبابه وهو يكرف (يعمل)، ونهايته قاعد عالة على أم عياله وعياله لأن راتبه التقاعدي لا يكفي تسديد فاتورة الكهرب واليوم زاد الطاق طاقين جا منافس آخر للكهرباء وهو ساهر ومشكلة ساهر انه لا يهجع ((لا ينام)) طول ليله مع نهاره وهو يبرق وزود على ذلك إن طفى الكهرب اشتغل على الناشف (البطارية) القصد سحب الدراهم بأي وسيلة. خلونا نعود الى فرحتنا ونرفع أيادينا للسماء ونقول: لعل الله يطمن قلوب أعضاء مجلس الشورى ويوافقون على تعديل لائحة مكافأة نهاية الخدمة لموظف الحكومة. من المؤسف ان نرى - نحن المتقاعدين - الإهمال وعدم المبالاة لمن أمضوا أعمارهم في خدمة وطنهم لهذه الحال السيئة مقارنة بما يعمله الغرب والشرق لأبنائه المتقاعدين. من حقنا ان تكون لنا مخصصات مالية تكفي شظف العيش وزيادة التكاليف، ومن حقنا ان تكون لنا مزايا عينية في العلاج والسفر والرسوم التي تحصلها الدولة حتى يرد عليه بعض طلبات أم عياله وعياله وبناته (وياكثرهم) ... انا لا أتفاءل من كلمة لائحة لانها في عرفنا تطلق على رمي الشيء بعيدا واهماله فنقول (لاحه) أي رماه بعيدا وهذا يدخلنا في متاهة أخرى وهي مواعيد عرقوب كانت لنا مثلا. نسمع ونقرأ ان مجلس الشورى يبي يزين ظروف هؤلاء الشواكيش (لقب آخر يطلق على المتقاعدين) لكن يأتي شخص أو أشخاص (نزغة) يعني يرفضون الزيادة بحجّة إن عطيناهم زود طمعوا في الكثير ... طبعا هؤلاء ينطبق عليهم قول احدى أميرات فرنسا عندما رأت الشعب يصرخ وينادي لتحسين أوضاعهم وطلّة عليهم من خلال نافذة القصر وقالت : ((عطوهم بسكويت)). من المؤسف ان نرى - نحن المتقاعدين - الإهمال وعدم المبالاة لمن أمضوا أعمارهم في خدمة وطنهم لهذه الحال السيئة مقارنة بما يعمله الغرب والشرق لأبنائه المتقاعدين. من حقنا ان تكون لنا مخصصات مالية تكفي شظف العيش وزيادة التكاليف، ومن حقنا ان تكون لنا مزايا عينية في العلاج والسفر والرسوم التي تحصلها الدولة وتوفير المساكن الملائمة، ومن حقنا ان يكون لنا معدل راتب لا ينقص عن ظروف وأحوال المعيشة، ومن حقنا ومن حق أسرتنا استمرارية صرف المعاش التقاعدي دون أن تقوم به مؤسسة التقاعد من حسميات في حالة وفاة الموظف أو أحد المستفيدين من أبنائه وبناته. هذه المؤسسة التي أصبحت عبئا على المتقاعد وأسرته لم نجد لها أي نشاط يحمي حقوق المتقاعدين، إلا انها نشيطة وحريصة جدا على تقليم راتب المتقاعد حتى توصله وأهله الى قبوله وتقوم هي بمهمة الاستفادة من حقوق شرعية المتقاعدين. أخيرا : هذا الرجل الكريم الذي يطلق عليه مهنا وهو يعتبر أحد ( الشواكيش ) اعتدل في جلسته وكان متكئا على عصاه، وقال: عسانا منهم ... يا جماعة تفاءلوا بالخير تجدوه ، التفت عليه عود (شايب) كان منجلطا يسمع ويضحك قائلا: ياليل مطولك ياليل.