لا يظن أحد أنني أعنيه في هذه المقالة، بل هي نصيحة لوجه الله لكل من أراد أن يكون صحفيا .. الصحافة، أيها السيدات والسادة، هي (المهنية) البالغة، وفيها من الاعتبارات ما هو جليل ودقيق، ومن يعرف جليلها فقط يقع في شر أعماله. أما من يعرف دقائقها فهو من تسميه المدارس الصحفية المعتبرة، وليس العابرة، الصحفي المحترف. وأول شروط الاحتراف أن تحفظ بنود ميثاق الشرف الإعلامي الأممي والمحلي، لتكون على قدر المسؤولية حين يوضع بيدك القلم وترسل إلى الميدان لتكتب الأخبار والتقارير والتحقيقات والمقابلات والتحليلات الصحفية الناجحة والمؤثرة، ثم بعد أن تستوعب أخلاقيات المهنة وشروطها تبقي (القلم) ثابتا في يدك خشية أن يزل أو يصيب أحدا بسوء لأنك استسهلت انسياب حبره على الورق أمامك، وبعد ذلك تظل تتعلم وتتعلم لسنوات طويلة حتى تسمى صحفيا يُعتمد عليه ويوثق في منتجاته الإعلامية التي ترسل للناس وتؤثر في مسارات حياتهم، وقبل ذلك أنت لست صحفيا، بل أنت - كما تقول مدارس الصحافة المرموقة وليس (المرقوعة) - مراسل متدرب، لذلك لا يصح أن تظن في نفسك الظنون فتضع نفسك فورا في مقعد أنيس منصور أو جهاد الخازن أو تركي السديري أو عثمان العمير، وهنا ينشأ الشرط التالي من شروط الاعتراف بك كصحفي لاحقا، وهو أن تتواضع إلى أن تنفخ المهنة في أذنك وتسمي عليك وتسميك وتمنحك لقبها الشريف . ثم - وقد طالت السالفة في هذه المساحة - تعود دائما إلى ضميرك وأمانتك ومسؤوليتك تجاه وطنك ومجتمعك، متذكرا أو عائدا إلى ما قرأته في ميثاق شرف المهنة، وإياك ثم إياك - إن كنت تريد أن تكون صحفيا محترما ومرموقا - أن يكون همك أن تسبق الآخرين في نشر الأخبار : السبق الصحفي صناعة ثقيلة تتطلب مصنعا هائلا يعمل فيه محترفون، والاحتراف لا يعني أنك موجود بالشارع تتلقط الأخبار من المارة .. هذا درسي وللناس فيما يعشقون مدارس.