حذر وزير الخارجية الامريكي جون كيري في اسطنبول أمس، ايران من ان الوقت يضيق بالنسبة للمفاوضات الجارية بين القوى العظمى وطهران حول برنامجها النووي المثير للجدل. وقال كيري خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو : «ليست عملية دون نهاية (...) لا يمكن ان نتحاور فقط من أجل الحوار». وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وصل فجر أمس الأحد إلى مدينة اسطنبول التركية ، المحطة الأولى من جولة طويلة تشمل اسرائيل والأراضي الفلسطينية ثم لندن وشمال شرق آسيا، للبحث في الأزمات الدولية الأكثر سخونة من سوريا الى النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين وكوريا الشمالية، وكان إقلاع كيري تأخر لمدة ساعتين عن الموعد المحدد بسبب عطل أصاب أحد أبواب الطائرة ، ما اضطره إلى استبدال الطائرة والسفر على متن طائرة أخرى، واستبعد وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي يوفال شتاينتس أن يطلب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من تركيا التوسط بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وقال شتاينتس للإذاعة الإسرائيلية : إن «اللجنة الرباعية الدولية تتابع عن كثب المسيرة السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين» ، مؤكدا إنه «لا بديل عن المفاوضات المباشرة بين الجانبين»، وأضاف شتاينتس إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لن يعرض على كيري خريطة لحدود الدولة الفلسطينية المستقبلية، لأن الحديث لا يدور حاليا عن هذا الموضوع وإنما حول الطرق الكفيلة باستئناف المفاوضات، وفي اسرائيل والضفة الغربية اللتين زارهما مع الرئيس باراك أوباما قبل اسبوعين، سيجري كيري محادثات مع القادة الاسرائيليين والفلسطينيين، لكن وزارة الخارجية الامريكية حذرت مسبقا من ان كيري لا يحمل اي خطة سلام، وقالت المتحدثة باسم الخارجية فكتوريا نولاند ان كيري يأمل قبل كل شيء في ان «يرى ما يمكن» القيام به لاستئناف المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية المجمدة منذ سبتمبر 2010، وأضافت ان كيري الذي يعرف جيدا القادة الاسرائيليين والفلسطينيين منذ ان كان رئيسا للجنة الشوؤن الخارجية في مجلس الشيوخ، يأتي مرة جديدة «للاستماع» الى طرفي النزاع، وأشارت نولاند الى انه «سيقول بوضوح : يتوجب على الطرفين ان يعودا الى طاولة المفاوضات»، وان «تسويات وتضحيات» يجب ان تقبل من الطرفين، ويطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس اسرائيل بخريطة تظهر حدود الدولة الفلسطينية المقبلة على أساس خطوط 1967 ( قبل حرب يونيو 1967) قبل استئناف مفاوضات السلام، فقد صرح نمر حماد المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني محمود عباس لوكالة فرانس برس الجمعة ان «اي عودة للمفاضات تتطلب ان يوافق رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو على مرجعية حدود عام 1967»، وأضاف ان عباس «قال لكيري : اذا كان نتانياهو يوافق على حدود 1967 مع نسبة تبادل متفق عليها فاننا نريد ان نعرف ما هي هذه النسبة؟ واين؟ من خلال خريطة يقدمها نتانياهو للسيد كيري تبين رؤية نتنياهو لحل الدولتين وخاصة في موضوع الحدود»، وأضيفت زيارات كيري لتركيا واسرائيل والأراضي الفلسطينية، الى رحلة كانت مقررة أصلا من التاسع الى الخامس عشر من ابريل الى لندن لحضور قمة مجموعة الثماني، ثم يتوجه الى شمال شرق آسيا، وسوف يجري في لندن في 10 و 11 ابريل محادثات ثنائية مع عدد من المسؤولين، بالاضافة الى مشاركته في قمة مجموعة الثماني، بعد ذلك سيتوجه كيري الى سيول وبكين وطوكيو من 12 الى 15 ابريل لاجراء محادثات حول الأزمة في كوريا الشمالية.