هرب أولئك الذين زرعوا الشوك في طريق القادسية .. تعاركوا لسنوات طويلة .. وهدموا المعبد على من فيه .. لتصبح قادسية الخبر كوخا صغيرا على الكورنيش تقتلعه الرياح شتاء .. ويرفضه المصطافون صيفا .. !! بالأمس .. فقد القادسية فرصته بالعودة للأضواء .. وفقد وهجه وحيويته .. وفقد كل من حوله .. حينها تساءلت بحرقة .. أين أولئك الذين تعاركوا عبر الفضاء وعبر الورق؟! أين مال أهل الخبر وهم عنوان الثروة .. أيعقل أن يكون بنو قادس بهذا الضعف والهوان ..!! هو القادسية الغائب الحاضر.. الذي كان يسحر بألوانه وأهازيجه كل مَن يتابعه لمَ لا.. وهو الذي قدّم القناص وكريري والسهلاوي وحكمي وياسر الشهراني ويوسف السالم وغيرهم الكثير من أمثال عبدالله الشريدة وحسين الصادق وسعود جاسم.. فهو نادٍ عملاق قدّم عمالقة للكرة السعودية ..!! كنت أمنحه الزبد .. فيسيل في فلك الإعلام هنا وهناك.. نرسم الخريطة.. والجميع يجتهد في تحديد المواقع..!! جمال القادسية كان متفقًا عليه .. لكن صفحة القبح التي اعترت منظره كانت بأيدي محبيه الذين تمادوا في تلوين جدرانه بالمشاكل .. وبناء طوابقه بالولاء للأشخاص وليس للكيان .. وتحويل تلك المدينة الساحرة والخلابة بمناظرها.. إلى مدينة صراعات ومشاحنات ليس لها أول ولا تالٍ.. لقد نسي أبناء أجمل مدن الخليج (الخبر) كيف كان ناديهم يضرب به الأمثال في حقبة الثمانينات ثقافيًا ورياضيًا واجتماعيًا.. حتى أصبح مهرجانهم الرمضاني مضرب الأمثال في كل دول الخليج..!! آه كررها غير مرة .. وأنت تقارن قادسية اليوم بالأمس .. لقد فقدت هذه الزهرة عنوانها وعنفوانها .. وذبل جمالها .. فالطعنات التي تلقتها من المحبين موجعة .. وللأسف لم يلتفت لها أحد وهي تحتضر .. رغم صرختها التي أسمعت جميع الرياضيين .. إلا رياضيي الخبر ..!! بالأمس .. والقادسية يخسر من الربيع متذيل ترتيب فرق الدرجة الأولى .. عدت بذاكرتي لخلافات القدساويين التي هدت فريقهم الكروي لدرجة الحضور القوي في بيع الصفقات .. والغياب التام في المستطيل الأخضر .. حينها تساءلت بعفوية .. من الذي قتل وساهم في قتل القادسية ؟! بالتأكيد الإجابة .. سجلت ضد مجهول .. فالكثير ساهم والقاتل أكثر من واحد وأكثر من جهة ..!! تناوبت الأوجاع في جسد القادسية.. وأصبح صداعا مزمنًا.. محبوه شدّوا شعرهم بأظافرهم.. هناك مَن يعمل ويحترق.. وهناك مَن يتربص .. وهناك مَن يستغل الفرصة لصبّ الزيت على النار ..» وكل يدّعي وصلًا بليلى، وليلي لا تقرّ لهم بذاك»!! أجزم بأن فوق سطحه الغامض في ساحة الانتخابات القادمة .. مشادات ومبادرات جهنمية وخطط وسهر حتى الفجر حتى يكسر كل منهم الآخر .. ويصل ألمهم لحد الوجع .. لكنهم لم يحركوا ساكنا وفريقهم يخوض غمار مباريات الأولى .. لم يتحدوا من أجل عودة ناديهم للأضواء .. والصمت كان عنوانهم الأبرز .. فالصراخ والثرثرة عندهم هي مواجهتهم لبعض لا أكثر ..!! لم أكن أتصور في غمرة انشغالي أن القادسية ستعيش خريفًا طويلًا.. ويغمره هذا الركام الذي غطى على جماليات كثيرة في كيانه.. فقد كان الجميع يحسد هذا النادي لتكاتف وتعاون أبنائه وتجاره في المدينة الساحرة .. لكن تلك الأشياء اندثرت.. وعندما يتذكرها أبناء الخبر سيقولون إنها من الزمن الجميل .. فزمانهم اليوم مختلف ..!! كل ما أراه أن حقائق الماضي الجميل لن تعود حتى مع التغيير .. فالداء واحد، أكرر الداء واحد .. وإن اختلف الدواء ..!! يوم بعد آخر أشعر بأن الأوفياء لهذا النادي من الظلم أن يستمروا .. كل العقلاء فهموا اللعبة وخيوطها.. فالعقد التي تعتري البعض منذ سنين ستزداد في المستقبل لأن الكبار قد ابتعدوا بل لا تأثير لهم في الساحة القدساوية حاليًا .. !! يا أهل الخبر.. أعيدوا للقادسية بطل كأس الكؤوس الآسيوية .. هيبته المفقودة.. وتكاتفه المعهود .. وجماليته التي تغنى بها الجميع .. أعيدوا صورة الثمانينيات التي تحكي أصل القادسية .. وفروسية أبناء مدينته.. وثقافتهم التي كانت عنوانهم الأول ..!!