لم أخشَ يومًا عُمقه ولا غضبه.. لأن أمواجه الهادرة لا تكاد تثور حتى تهدأ.. فهي لم تصل يومًا ما لتسونامي يهدم الهيكل على مَن فيه.و القادسية الغائب الحاضر.. ه الذي كان يسحر بألوانه وأهازيجه كل مَن يتابعه لمَ لا.. وهو الذي قدّم القناص وكريري والسهلاوي وحكمي وياسر الشهراني ويوسف السالم وغيرهم الكثير من أمثال عبدالله الشريدة وحسين الصادق وسعود جاسم.. فهو نادٍ عملاق قدّم عمالقة للكرة السعودية..!! كنت أمنحه الزبد.. فيسيل في فلك الإعلام هنا وهناك.. نرسم الخريطة.. والجميع يجتهد في تحديد المواقع..!! جمال القادسية كان متفقًا عليه.. لكن صفحة القبح التي اعترت منظره كانت بأيدي محبيه الذين تمادوا في تلوين جدرانه بالمشاكل.. وبناء طوابقه بالولاء للأشخاص وليس للكيان.. وتحويل تلك المدينة الساحرة والخلابة بمناظرها.. إلى مدينة صراعات ومشاحنات ليس لها أول ولا تالٍ.. لقد نسي أبناء أجمل مدن الخليج (الخبر) كيف كان ناديهم يضرب به الأمثال في حقبة الثمانينات ثقافيًا ورياضيًا واجتماعيًا.. حتى أصبح مهرجانهم الرمضاني مضرب الأمثال في كل دول الخليج..!! الزمن وأهل الدار غدرت بالقادسية، فيده شلت بأسلوب «ضربني وبكى وسبقني واشتكى»، والمثل يقول: «ألف بانٍ لا يقدر على هدام واحد"، وسلته التي كانت تصول وتحول أصبحت جثة هامدة.. وقدمه كسرت وذبحت من الوريد إلى الوريد. وهي التي كانت أغنية تطرب من على المدرجات ترن في آذان الجميع بأهازيج (هي هي هي القادسية).. أما جمهور هذا الكيان ففضل "الإتيكيت" والذهاب للمطاعم والأسواق والتسامر على كورنيش الخبر بدل الحضور في المدرجات.. حتى أصبح القادسية الأضعف في الحضور الجماهيري سواء في دوري زين أو ركاء.. ورحم الله أيام زمان بقيادة أبو جورج ..!! ** ولن أنسى أم الألعاب في القادسية.. تلك اللعبة التي كانت تحاكي الذهب بخالد الخالي وعماد الحمود وراشد النعيمي ونجيب الحسيني «رحمه الله».. وكان كل رجال الخبر يتواجدون تقريبًا في البطولات.. ولكن حتى هذه اللعبة الذهبية ودّعت الخبر وهي تكفكف دمعها ..!! تناوبت الأوجاع في جسد القادسية.. وأصبح صداعا مزمنًا.. محبوه شدّوا شعرهم بأظافرهم.. هناك مَن يعمل ويحترق.. وهناك مَن يتربص .. وهناك مَن يستغل الفرصة لصبّ الزيت على النار ..» وكل يدّعي وصلًا بليلى، وليلي لا تقرّ لهم بذاك»!! أجزم بأن فوق سطحه الغامض في ساحة الانتخابات الحالية هناك مَن يعمل على أكثر من محور .. هناك مَن يكثر الكلام ونهايته معروفة في كل انتخابات «فالصو» رغم الجهة التي تدعمه في الظاهر، وتطعن فيه في الباطن.. وهناك من همّهم زرع الأشواك في الطريق.. وللأسف العقلاء مبتعدون ..!! لم أكن أتصور في غمرة انشغالي أن القادسية ستعيش خريفًا طويلًا.. ويغمره هذا الركام الذي غطى على جماليات كثيرة في كيانه.. فقد كان الجميع يحسد هذا النادي لتكاتف وتعاون أبنائه وتجاره في المدينة الساحرة الخبر.. لكن تلك الأشياء اندثرت.. وعندما يتذكرها أبناء الخبر سيقولون إنها من الزمن الجميل.. فزمانهم اليوم مختلف ..!! كل ما أراه أن حقائق الماضي الجميل لن تعود حتى مع التغيير .. فالداء واحد، أكرر الداء واحد .. وإن اختلف الدواء ..!! يوم بعد آخر أشعر بأن الأوفياء لهذا النادي من الظلم أن يستمروا .. كل العقلاء فهموا اللعبة وخيوطها.. فالعقد التي تعتري البعض منذ سنين ستزداد في المستقبل لأن الكبار قد ابتعدوا بل لا تأثير لهم في الساحة القدساوية حاليًا .. وحتى أكون منصفًا أكثر فإن قرارات الرئاسة العامة في عملية التكليف أكثر من مرة بدأت نتائجها السلبية تظهر على سطح القادسية ومنها ابتعاد الكبار الذين لم يقتنعوا يومًا بالتكليف..!! مر زمن طويل.. والقادسية في ساحة المد والجزر .. يتهالك في ألعابه.. لأن إنجازاته السابقة كانت بيد محبي الألعاب.. وليست بيد الإدارة.. أي إدارة .. فالجهاز الإداري للعبة هو الأصل وليس الفرع.. وعندما تغيرت هذه المعادلة لأسباب النيل من الإدارات .. تغيّرت النتائج، وحلت الفوضى.. فالفرع أصبح الأصل، وانقلبت الطاولة.. !! ** يا أهل الخبر.. أعيدوا للقادسية بطل كأس الكؤوس الآسيوية .. هيبته المفقودة.. وتكاتفه المعهود .. وجماليته التي تغنى بها الجميع .. أعيدوا صورة الثمانينيات التي تحكي أصل القادسية .. وفروسية أبناء مدينته.. وثقافتهم التي كانت عنوانهم الأول ..!!