خلف جدار الصمت البادي في لؤلؤة الشرق .. يطل ألف سؤال وسؤال بقنابل عنقودية .. ربما تحرق الإجابات تلك المدينة الساحرة بجمالها ونظافتها وتاريخها المطرز بالأناقة .. فهي المدينة التي ينام على رمالها البحر بأمواج هادئة لا صوت لها .. لأنها تعلمت أسرارها .. وقرأت عنوانها المكتوب على مداخلها .. "الرقي محيطي وبيئتي وفلسفتي" .. لذلك صنفها "الخواجة" بأنها مدينة ليست من العالم الثالث ..!! تبدد صمتها ممن امتهنوا "الركل" .. أولئك الذين لم يحسنوا التسديد في مرمى "الرقي" .. وصوبوا في خاصرة مدينتهم .. صراخا وعويلا وطعنا ومحاكم ومخافر .. حتى تمزقت شباك الخبر غدرا من كل حدب وصوب ..!! لقد حولوا هدوء مدينتهم الساحرة .. لرعد وبرق .. وأمطروا في أرضها حقدا وانقساما .. وأجرموا فيها فعلا جبانا ..!! كانت تركض على رمال البحر .. وتغتسل وتتطهر .. تلبس ثوب الفرح .. تغرد "بطرحة آسيا" .. والوصافة عربيا نظافة وجمالا ورياضة .. كانت تصدر الغرس الثمين ممن حبوا ومشوا ومن ثم ركضوا في مستطيلها الأخضر .. سعود جاسم والشريدة والصادق عنوان لمرحلة .. والقناص وكريري والودعاني والسهلاوي وحكمي عنوان جديد لمرحلة أخرى .. لقد شيد أصحاب القرار الكروي فيها قصورا للآخرين .. وجعلوا بيتهم من طين ..!! من سرق البسمة من أهل الخبر ؟ ومن عصف بقادسيتها ؟ ولماذا تسجل نكبات ناديها دائما ضد مجهول ؟!! مسافة طويلة .. بين ماضي الخبر الذي لبس ثوب الفرح .. وحاضر لحنه شجي لم تعرف أوتاره فرحا حتى ولو طل بعباءة الكذب ..!! أسأل عن تلك القوة التي تحولت لحمل وديع .. وعن الضوء الذي تحول لعتمة .. وعن الجاني والمجني عليه في ملف القادسية .. فكل يغني على ليلاه .. والخبر هي الضحية وسط الضجيج الذي مارسه أبناؤها ..!! في هذا الموسم أصبحت القادسية جسدا مسجى .. قد يشيعه محبوه لدهاليز الأولى يوم الجمعة القادم .. وقيل في الأمثال «ليست كل مرة تسلم الجرة» ففي حالة الهبوط هذه المرة .. هل يكتب لبني قادس العودة للأضواء ؟ أم يكون مصيره مثل مارد الدمام ؟! نجح فرسان الخبر ورجالاتها في مواقع عديدة .. هكذا كان الفذ عبد الله جمعة عندما ترأس أكبر شركة نفط في العالم .. وعلي النعيمي أبدع وزيرا .. وصالح الذكير "رحمه الله" مؤرخا .. ورجالات عديدة سجلوا إبداعاتهم في مختلف المجالات ..!! إلا في الرياضة .. فقد سبحت الخبر في بركان هائج من اللاوعي في فترات طويلة .. فقد تعلم رجالها البوح المرير من النورس .. فكانت أحاديثهم أكثر من أفعالهم .. وإخفاقاتهم أكبر من إنجازاتهم .. وويلاتهم لا تغتفر .. ومشاكلهم لا تنتهي .. حتى أصبحت القادسية الأكثر دخلا جراء بيع عقود لاعبيها .. والأقل استفادة من مالها .. !! ولأن جمهور القادسية مثقف وواع ومتعلم منذ نعومة أظافره .. فقد خرج ولم يعد .. فهو لم يتعود على الضبابية التي تغطي سماء ناديه .. ولم يتعود أن يكون في مؤخرة الصفوف .. فودع القادسية منذ الإنجاز الآسيوي ..!! تشتعل الأشياء في قادسية الخبر مع كل هبة ريح .. ويسير قطارها بدون عجلات .. فيحدث ضجيجا .. يزعج ركابه .. ويقذف بصوت عجلاته للآخرين .. فكثر منتقدوه .. وفضل ركابه النزول عنوة لبطئه وكثرة توقفاته .. !! وفي هذا الموسم أصبحت القادسية جسدا مسجى .. قد يشيعه محبوه لدهاليز الأولى يوم الجمعة القادم .. وقيل في الأمثال "ليست كل مرة تسلم الجرة" ففي حالة الهبوط هذه المرة .. هل يكتب لبني قادس العودة للأضواء ؟ أم يكون مصيره مثل مارد الدمام ؟!