عشية زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للمنطقة تلقى رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، رسالة موقعة من قيادات بارزة في الجالية اليهودية في أمريكا تدعوه للعمل سوية مع كيري، بغية الوصول الى «مبادرات عملية تمثل استعداد اسرائيل لتقديم «تضحيات» و»تنازلات» موجعة عن اراض من اجل السلام». صحيفة «هارتس» التي انفردت امس بالرسالة، افادت أن الرسالة التي جرى تسليمها أمس الى مكتب رئيس حكومة اسرائيل والى السفارة الاسرائيلية في واشنطن، دعت الى استثمار زيارة اوباما لاسرائيل واتخاذ خطوات محددة لبناء ثقة تؤشر الى التزام اسرائيل بحل الدولتين. الرسالة حسب «هارتس» تخلو من أي انتقاد لسياسة نتنياهو، لا بل يثني كاتبوها على قدرته القيادية التي أبداها في المصالحة مع تركيا، ويدعونه الى ابداء قدرة قيادية مشابهة تعيد الطرف الفلسطيني الى طاولة المفاوضات. ويقف وراء الرسالة اساسا منظمة ipf ووقع عليها شخصيات بارزة في الجالية اليهودية في الماضي والحاضر، يحسب غالبيتهم على معسكر الوسط او اليسار، بينهم وزير الدفاع الأسبق دوف زاكهايم وتشارلز برونفمان وداني ابرامز ومدير عام «ايباك» السابق توم دايان ومدير الحركة الاصلاحية ريك جيكوبس والباحثة في شؤون المحرقة اليهودية البروفسور دفورا ليفستدت ورئيس الوكالة اليهودية الأسبق ريتشارد بارلسون، والعديد من كبار رجال الأعمال والمنظمات اليهودية في أمريكا. وادعت صحيفة «هآرتس» أن السلطة الفلسطينية ستعطي فرصة لنجاح مساعي وزير الخارجية الامريكي جون كيري لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل حتى منتصف الشهر القادم تقريباً قبل أن تتوجه مجدداً إلى الأممالمتحدة. ونقلت عن مسؤولين فلسطيني وآخر إسرائيلي قولهما: إن السلطة قد تمدد هذه المهلة بحوالي شهر آخر عند الضرورة. ورفض الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية د. نبيل أبو ردينة الرد على هذه النبأ، «كون الرئاسة الفلسطينية لا ترد على أنباء عبر الاعلام، بل أنها ترد فقط في حال وجود تصريحات من مسؤولين إسرائيليين فقط». ومن المقرر ان يصل وزير خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية جون كيري تركيا مساء غد السبت ضمن جولته الثانية في المنطقة لبحث عملية السلام، وستكون تركيا محطته الأولى والتي سيلتقي فيها صباح الأحد وزير خارجية تركيا أحمد داوود اوغلو، وقد تنتهي زيارته الثلاثاء في مدينة رام الله. وأضافت: إن كيري سيغادر الأحد أنقرة بعد انتهاء الاجتماع مع وزير الخارجية التركي متوجها الى العاصمة الاردنية عمان، حيث سيلتقي مع العاهل الاردني عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وسيصل الى مدينة تل أبيب الاثنين ويلتقي مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وتسيفي ليفني. وأشار الموقع الى ان كيري قد يصل الى مدينة رام الله الثلاثاء كي يلتقي سلام فياض ومزيدا من القيادات في السلطة الفلسطينية، والتي ستكون محطته الأخيرة في هذه الجولة الجديدة لبحث عملية السلام. واكد مصدر فلسطيني رفض الكشف عن اسمه ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قرر تجميد كافة الخطوات في الاممالمتحدة ، وهذا ما وضحه أول أمس في اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح، والذي بدأ فعليا في تطبيقه يوم 22 من شهر آذار الماضي، وسيستمر هذا التجميد لمدة 8 اسابيع وقد يجري تمديده الى 12 اسبوعا بهدف إعطاء فرصة لمساعي جون كيري في المنطقة، وسيتم بعد انتهاء هذه المدة عقد اجتماع قيادي من قبل السلطة لتقدير الموقف ومدى التقدم في العملية السلمية. وأدانت الرئاسة الفلسطينية التصعيد الاسرائيلي المتواصل منذ فترة، «والذي لمسنا تصاعد وتيرته في اليومين الماضيين من خلال استشهاد ثلاثة مناضلين من ابناء شعبنا، ميسرة ابو حمدية، وعامر نصار، وناجي عبد السلام البلبيسي». واضافت الرئاسة: إن امعان الحكومة الاسرائيلية في هذا التصعيد لا يمكن السكوت عليه. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة: إن الحكومة الاسرائيلية تقف وراء هذا التصعيد وتتحمل مسؤوليته، ومسؤولية تداعياته الخطيرة على الجهود الامريكية والدولية لاستئناف المفاوضات كما تحذر الرئاسة الفلسطينية من هذا التصعيد الخطير وأضافت الرئاسة: إن هذا التصعيد يؤكد أن هذه الحكومة اليمينية لا تنظر للواقع إلا من خلال القوة الغاشمة ومن خلال سياسة الاستيطان والتهويد والتوسع التي تدمر كل فرص السلام ومبدأ حل الدولتين الذي يلقى اجماعا دوليا. وقال أبو ردينة: إن الرئيس محمود عباس يجري اتصالات حثيثة ومتواصلة مع كل الاطرف الاقليمية والدولية لشرح مخاطر التصعيد الاسرائيلي على امن واستقرار المنطقة وعلى الجهود الامريكية تحديدا التي تستهدف احياء عملية السلام. وفي هذا السياق عقد المجلس الوزاري المصغر «الكابينيت» أمس اجتماعا لبحث الشأن الفلسطيني وتقدير الموقف الميداني قبل زيارة كيري المنطقة ، وكان الهدف من هذا الاجتماع حسب الموقع دمج الوزراء الجدد في «الكابينيت» الاسرائيلي في الموضوع الفلسطيني، والمقصود هنا بالوزراء الجدد «لبيد ، بينت ، وجلعاد اوردان» . نتنياهو من جهته غير مستعد لتنفيذ بادرات طيبة اذا لم يتلقَ عددا من التعهدات الواضحة من الفلسطينيين بحيث يتوقفوا عن خطوات احادية الجانب وتوجهات الى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي ويتعهدوا بالعودة الى المفاوضات دون ان يوقفوها. ويعتقد رئيس الوزراء بانه خلاف ذلك فان اسرائيل تكون قد أبدت البادرات الطيبة عبثا. غير أن توجيه اصابع اتهام من جانب ابو مازن والفلسطينيين لاسرائيل كمسؤولة عن موت السجين، أبعد أكثر فأكثر امكانية أن تتخذ اسرائيل بادرات طيبة تجاه الفلسطينيين. وقال مسؤول كبير في تل أبيب: إن هذا «دليل آخر واضح أكثر من أي وقت مضى بان الفلسطينيين غير جديين في نيتهم العودة الى المفاوضات بل يتجهون فقط كي يحصلوا على بادرات طيبة من اسرائيل دون مقابل حقيقي». وعلى حد قوله، فان نهج أبو مازن هذا «يبعد أكثر فأكثر امكانية ان تكون اسرائيل مستعدة لتنفيذ بادرات طيبة دون ضمانات واضحة من جانب الفلسطينيين».