كالعادة قضى طريق حفر الباطنالدمام على أرواح جديدة يوم الأربعاء الماضي كانت عبارة عن عائلة مكونة من أم وابن ينتظره مستقبل باهر وطفل صغير وثلاث بنات، كانت إحداهن تجهز لحفل زفافها رحمها ورحمهم الله، وأعان الله من بقي من العائلة! عائلة دغيم الشمري التي صلت عليها محافظة حفر الباطن ظهر الخميس ليست الضحية الأولى لطريق الموت ولن تكون الأخيرة، ما دام مناطق الأطراف كأنها غير موجودة على خارطة بعض المسؤولين، وما دام التركيز على ما تمر عليه سيارة السيد المسؤول وسائقه، وما دام مقاولو الطريق يساومون وزارة المواصلات على أرواحنا فيعملون عملاً رديئاً ثم يعودون لصيانته ليكسبوا أكثر، وما داموا لا يزيلون براميلهم وكفراتهم القاتلة إلا إذا أخذوا ريالاتهم ريالاً ريالاً، ولا عليهم ممن يحيا أو يموت، وما دام العمل في كيلو واحد ويتم إغلاق أكثر من عشرة كيلو مترات! وما دامت أعمال الطرق وتحويلاتها لا تكثر إلا في الإجازات، في أنموذج مأساوي لعمى التخطيط وسوء التوقيت! كتبنا وصرخنا عن حال طريق حفر الباطن النعيرية القاتل، وطرق النعيرية التي فجعت وتفجع كل يوم أسرة، وطريق أبو حدرية وعلاقة الزواج الكاثوليكي التي تربطه بالصبات، فلا يمكن أن تسلك هذا الطريق إلا وترى صبة أو برميلا أمامك، وإذا زالت هذه الصبات من مكان فاعلم أنها ستظهر في مكان آخر ! ولكن يظهر أن مسؤولي وزارة المواصلات يعانون من سوء ظن أسود بكل ما يطرح، أو أن الذي يده بالماء ليست كمن يده بالنار! من حقنا أن نسأل: كم مطلوب من الدماء والدموع والفجائع حتى يستيقظ المسؤول وينظر في المصائب ويسعى إلى حلها قبل أن تكبر؟! كما أنه لا توجد رحلات طيران بين الدماموحفر الباطن والمناطق الشمالية ولذلك لا حل إلا سيظل هذا الطريق مزدحماً طول الدهر، فأصحاب تلك المناطق البعيدة ذات الخدمات التي لا يوجد منها إلا الاسم مرتبطون بالمدن الكبرى من أجل العلاج والعمل وغير ذلك! فيا عزيزي المسؤول اعتبر أهل حفر الباطن وغيرها أولادك على الأقل، هل ترضى أن يسلكوا كل يوم هذا الطريق؟! واعلم أننا ممتنون لحرصك على تطييب خواطر المفجوعين بالتصريح الجميل والتعزية السريعة، ولكن اعلم أن العزاء الحقيقي والصادق لأهل الضحايا هو بإنهاء مشكلتهم ووقف نزيف دمائهم! اللهم ألطف! shlash2020@twitter