قبل فترة شاهدت حلقة خاصة في إحدى القنوات الفضائية كان موضوعها عن العنف الأسري وكان البرنامج يستضيف عددا من السيدات اللاتي تعرضن للعنف فشاهدت العجب العجاب ولم اكن اتوقع أبداً تلك النسبة العالية من العنف في مجتمعنا خاصة ونحن مجتمع في مجمله يتسم بسمات الدين والمحافظة. تخيلت مجتمعنا وكأننا نعيش في غابة متوحشة يأكل فيها القوي الضعيفة, فهناك «بعض» الرجال ولاحظوا أنني قلت «بعض» وليس «كل» الرجال يستمتع في فرد عضلاته على زوجته وأخته وابنته وأحيانا أمه الضعيفة نعم أمه ولا تستغربوا ,إذا وصلنا إلى مرحلة العنف والتي تعني استخدام الحركة والضرب, فمنطقيا وبديهياً هنا نكون قد تجاوزنا وتعدينا الكثير من الشتم والسب والإهانات اللفظية بالكلام,وقد شاهدت وسمعت بنفسي بعضا منها حتى في الأماكن العامة كالأسواق والبقالات الكبيرة وكثيرا ماسمعت(دوختينا انتي وطلباتك)أو(طلباتك ماتنتهي)أو(خلصيني ياعلة) أو العبارة التاريخية الشهيرة(الحريم مالهم إلا البيت)إذا كانت هذه العبارات تقال في خارج البيت وأمام الناس فما خفي أجرم وأعظم,لست من التيار»النسونجي»الذي يسخّر كل توجهاته للمرأة دائما,فللمرأة حقوق لها لست من التيار «النسونجي» الذي يسخّر كل توجهاته للمرأة دائما,فللمرأة حقوق لها وعليها,وللرجل كذلك ولكني هنا أتكلم عن حالة العنف الأسري وهناك رجال لايعجبهم العجب أبدا,فمهما عملت له المرأة لا يرضى وإن رضي ينسف كل ذلك الرضا بغلطة بسيطة بل تافهة,وكأنه ملاك لا يخطئ أبداً. وعليها,وللرجل كذلك ولكني هنا أتكلم عن حالة العنف الأسري وهناك رجال لايعجبهم العجب أبدا,فمهما عملت له المرأة لا يرضى وإن رضي ينسف كل ذلك الرضا بغلطة بسيطة بل تافهة,وكأنه ملاك لا يخطئ أبداً, بعض الرجال يتكلم دائما عن التنظيم والترتيب وهو أستاذ في الفوضى في مواعيده وملابسه وكلامه وأغلب حياته ولا يقدر ما تفعله المرأة من عمل جبار لايستطيع هو وعضلاته فعله,فأقول لهذا الصنف من الرجال,إن كنت تقدر اربط على بطنك حقيبة وزنها نصف كيلو جرام فقط لمدة 9 ساعات فقط وليس 9 أشهر كما تحمل المرأة طفلك في بطنها, 9 ساعات فقط واجعل تلك الحقيبة المربوطة على بطنك و «كرشتك» أن تلازمك في كل أوضاعك,في النوم والأكل والسيارة وكل مكان وحتى الاستحمام وبحكم انك ياعزيزي غال علينا ومانبي نتعبك كثير فلن نجعلك تحس بآلام الطلق نريدك ان تفعل ذلك فقط دون طلق فهل تقدر!,إن كنت تقدر تحمل آلاماً في بطنك كل شهر لمدة خمسة أيام يتعكّر فيها مزاجك ونفسيتك فهل تقدر؟ , إن كنت تقدر جرب أن تستيقظ من نومك في الليل خمس مرات لتسكت بكاء طفلك بدلا من أن تفتح فمك وتمد لسانك وتهرف بقولك (سكتييييه) وكأن تلك المسكينة تملك ريموت كنترول وتضع ابنك على وضع mute أو أن تأخذ فراشك وتذهب للنوم في غرفة أخرى بدلا من تساهم في حل المشكلة بسكوتك فقط,إن كنت تقدر حاول أن تقوم بترتيب المنزل 10 مرات في اليوم دون ملل وضجر لأنك في كل مرة ترتبه يحوله أبناؤك لحلبة مصارعة,كل ذلك تقوم به المرأة ومع ذلك تتحمل(شين نفسك)وصراخك ومزاجك البائس,ومع ذلك لا تسلم من شرك,هناك من سيرد علي بالقول أن الله خلقها امرأة وهي مسخّرة للقيام بتلك الأعمال,وهؤلاء أذكرهم بحديث رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام(خيركم..خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)فهذا أبلغ وأقوى رد،مع إنك حتى الآن ياعزيزي لم تجب عن أسئلتي..فهل تقدر؟بإذن الله ألقاكم الجمعة المقبلة في أمان الله. Twitter: @Majid_Alsuhaimi