أصر صديقي أبو إبراهيم على مرافقته في رحلة مقناص وفي الموسم المحدد لذلك، ولرغبتي في تغيير الجو والخروج من أخبار ومآسي الإذاعة والتلفزيون قررت مرافقته وطلبت منه إفادتي بما يمكن إحضاره. أجابني.. ما خف حمله وتأكدت ضرورته شاحن الجوال وفرشة النوم وناموسية إن أمكن. وفعلا أحضرت ما يمكن وكرر علي حفظه الله عبارة الله الله في البندول وبعض الاسعافات الأولية. ركبنا.. أنا ضيفه في سيارته واتجهنا الى الجنوب ما دعاني إلى سؤاله: هل سنصيد في الجنوب؟ أجابني: نعم، ولو سمحت لا تستعجل على رزقك. كل مستلزمات الصيد جاهزة معنا ومالك ألا ما يسرك. سألته : هل في المنطقة التي سنصيد فيها حيوانات مفترسة؟ ضحك صاحبي.. شايفني على طريق كينيا؟! مفترسة إيه يا صاحبي، حنا في طريقنا الى الليث. مقناص سمك!! ضحكت: مقناص سمك؟!! اقتربنا من جزيرة النخلة.. توقف المحرك. ثبت القارب وبدأنا في رمي سنانيرنا في الماء والانتظار بهدوء وصبر. نظر صاحبي إليَّ وقال: الصيد يبغاله صبر تضحك.. سألني وقد بدأ رسم خريطة العمل: تعتقد السمك له محميات وممنوعات ومواسم؟! أجبته: طبعا. السمك يا سيد .. ما هو الغزلان؟! أجبته: طبعا، وسفن الصيد والجرافات في البحر مصرح لها.. أجبته : طبعا. الأخ يشتغل في مطبعة.. كل اجاباتك طبعا طبعا طبعا. يا سيدي.. النظام نظام.. حتى صيد الفراش له نظام. - تصدق يا ابا ابراهيم.. أنا خايف يطلع لي أسد؟! - أسد : أقول صيدا بحريا تقول لي أسد. - طبعا.. فيه حصان البحر وفيه فرس النهر وفيه قرش اسمه النمر.. وش يمنع إنه يكون فيه أسد البحر؟!!.. على أية حال أنا رافقتك من البداية في رحلة قنص ولو أتوقع أن تكون قنصا بحريا.. توكل على الله.. بس ليه الخيمة وشنطة المعدات.. ننصبها على المركب وننام مثلا. خيمة وننصبها على المركب!! يا سيدي رايحين نخيم في جزيرة في البحر اسمها (النخلة). - نخلة وفي البحر؟!؟ - اصبر على رزقك.. استقبلنا صديق.. وأخذنا في مركب تعيس إلى عمق البحر بعد ان تزود ببعض البنزين والزيت والخبز والبصل والتمر والسنا نير وفانوس وسكين وخيشة وبعض الماء، وانطلقنا في أول رحلة قنص بحري. اقتربنا من جزيرة النخلة.. توقف المحرك. ثبت القارب وبدأنا رمي سنانيرنا في الماء والانتظار بهدوء وصبر. نظر صاحبي إليَّ، وقال: الصيد يبغاله صبر. أكبر سمكة في محصولنا في تلك الليلة التي امتدت الى الفجر في البحر لم يتجاوز وزنها نصف كيلو.. بدأت في غناء (دنيا حظوظ) وبدأ صديقي في الدعاء، وسألته: هل للصيد مواسم؟! أجابني: نعم سألته: متى؟! أجابني بعدما يصيدون كل شيء! سألته: والطيور؟! أجابني: بعدما تطير بأرزاقها. سألته: هذا السمك شي أم قلي؟!! أجابني: محشي! ودخلنا في موجة ضحك.. أنا أنظر الى الخيمة بجواري على المركب، وهو ينظر الى حصيلتنا من السمك، وصديقنا يحاول البحث عن مكان أفضل للصيد وقررنا جميعا العودة بنصيبنا الذي أراده الله لنا.. وقررت الكتابة عن أول رحلة (مقناص) بحري. فكروا وش صار بالخيمة ؟ متمنيا أن تكون الثانية صيد (فراش). ورزقي على الله فاكس : 026946535