اذا كنت قد زرت شمال رابغ وتزامنت زيارتك مع موسم صيد الطيور لا شك انك قد شاهدت سيارات صيادي الطيور وهي تجوب تلك الفيافي، ولا يوقف سيرها الاّ ماء البحر وبجوارها تجري قوارب صيادي الاسماك ولا يوقف ابحارها الا يابس البر ولا تستغرب حين تقترب من صيادي السمك وتلحظ توزيع نظراتهم بين الماء والسماء ولا تصاب بالدهشة لو شاهدت شبك وسماني وحمام وصقور على ظهر أحد الهوري في عرض البحر ففي الخرار يتعدد الصيادين وتزدوج الهويات ويجتمع محبي صيد البر مع محبي صيد البحر وعندما تبحث عن تفسيرًا لهذه الظاهرة الفريدة وتسأل عن سبب ظهورها تأتيك الاجابة انه (تداخل طبيعي بين مقناص الطيور ومصائد الاسماك) ولأن الصياد في اكتوبر اعتاد على الكسب من البر والبحر فقد اعد العدة للجمع بين الاثنين، واذا ذكر لك صياد سمك بالخرار انه انجد بقاربه صياد طير بالبر ومكنه من صيده فصدقه فان الخرار تقع حوله الكثير من الجزر التي اذا امتدت المطاردة واتجه الطير نحوها لا متم لعملية الصيد ومعين عليها بعد الله الا صياد البحر، وبين تلك المشاهد تتعدد الصور وتتلاحق في شريط طويل فإن الجميع هناك اجمعوا على ان للخرار صفات وسمات وميزات مختلفة عمّا سواه فإلى نص اللقاء: يقول باسم اليوبي في مقناص بين رابغ ومستورة يجذب هواه صيد البر من المملكة واحيانًا من الخليج ويجتمعون على ارضه بصيادي البحر ويظهر ذلك بجلاء في منطقة خور الخرار ففي الوقت الذي يمتطي فيه الصياد قاربه ويسير عرض البحر لاصطياد السمك تجد على بعد امتار منه صياد آخر ولكنه يطارد الطير على شريط البر كما ان صياد السمك احيانًا يقوم بممارسة الهوايتين فيظل على ظهر قاربه وهو يوزع نظراته بين السماء لرصد الطيور الحائمة وفي عمق الماء لرصد الاسماك العائمة كما انه يلعب دورًا بازرًا عندما تمتد مطاردة الطيور في الجزر الواقعة قبالة شريط البر حيث يسهم في اتمام عملية الصيد او لاعادة صقره على اقل تقدير والزائر لمنطقة الخرار يلحظ شاطئه رمليًّا تتكئ عليه عدد من قوارب الصيادين وتجد شاطئه يحتضن عددًا كبيرًا من عزب الصيادين وعلى مقربة منها في اليابس المقابل نجد عزب الصقارين فكل منهما يمارس هوايته ويحقق متعته والبعض يتنقل بين صيد البحر وصيد البحر والصقور تتخذ من هذه المنطقة محطة استراحة ونوم عندما يحل عليها الظلام. واضاف اليوبي ان مقناص الخرار وما جاوره ما هو الا امتداد طبيعي لمنطقة القنص الممتدة من شمال المملكة الى جنوبها والتي تمر بها الطيور المهاجرة خصوصًا الصقور وتعد من مصائد الصقور لذا فإنها محضن وما تبقى للصيادين. وعزا شيخ الصقارين برابغ ابو خالد حمدان بن معتق البلادي تواجد عدد كبير من الصيادين بالخرار لعوامل عدة منها.