تأزم المشهد السياسي في مصر، بشكل واضح في أعقاب خطاب الرئيس محمد مرسي، الليلة قبل الماضية، أمام مؤتمر حقوق المرأة، والذي هدد فيه قيادات المعارضة، وبعض الإعلاميين، باتخاذ إجراءات غير مسبوقة، قد تصل للحبس أو الاعتقال. وفي أول رد فعل، طالبت جبهة الإنقاذ الرئيس، بمحاسبة نفسه وجماعته أولاً، قبل تهديد معارضيه، ووجّه القيادى بالجبهة الدكتور وحيد عبدالمجيد، تساؤلاً للرئيس مرسى: «هل ستحاسب نفسك وتحاسب نظامك وحكومتك؟»، موضحاً أن الرئيس تؤكد أنه «لا يدرك أنه هو سبب الأزمة». فيما قال طارق الخولي، وكيل مؤسسى حزب 6 أبريل، إن الرئيس يوجه اللوم للمتظاهرين ويتعهد فقط بمحاسبة معارضى الإخوان، متجاهلاً الاعتداءات وحوادث التعذيب والسحل التى مارسها تنظيم الإخوان ضد المتظاهرين واحتجازهم فى المساجد على مدار 6 ساعات كاملة. من جهته، طالب محمد أنور السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية الرئيس مرسى بالاعتذارعن تهديداته الصريحة للقوى السياسية والإعلاميين، واعتبر السادات فى بيان له، أمس، هذه التصريحات رغبة واضحة من الرئيس فى عدم وجود معارضة أمامه من الأصل، داعياً الرئيس إلى التمسك بالحكمة وعدم الاندفاع فى خطاباته وتقبل النقد طالما أن الحقيقة والواقع تؤكد أن هناك سوء إدارة وفشلا واضحا فى احتواء القوى السياسية والثورية إلى جانب حالة السخط والاستياء الواضحة والتى يعانيها جموع الشعب المصرى. البحث عن هدنة وبينما تسربت أنباء، عن محاولات رئاسية، عن طريق حزب «الوطن» السلفي، عبر مبادرة أطلقها الدكتور عماد عبد الغفور، مستشار الرئيس محمد مرسي، يتم بموجبها توقيع هدنة لستة أشهر، لتهدئة الأوضاع في البلاد، إلا أن هناك عددًا من أعضاء جبهة الإنقاذ يرون أن هذه الهدنة مجرد حيلة من الإخوان لتهدئة الشارع الرافض لحكم الإخوان. ووفق صحيفة «المصريون»، قال الدكتور يسرى حماد، نائب رئيس حزب «الوطن»، إن هناك مشاورات حقيقية مع عدد من الأحزاب السياسية لإتمام تلك المبادرة، التي أطلقها الحزب والتي تتعلق بدعوة القوى السياسية للحوار من أجل الارتقاء بالعمل الاقتصادي مقابل تهدئة التظاهرات وتأجيل الفعاليات الميدانية لمدة 6 شهور. وأضاف: «تلك المبادرة لاقت قبولاً عربيًا حيث تلقينا اتصالات من عدة دول عربية للترحيب بالمبادرة» موضحًا أن الحزب يجرى اتصالات ومشاورات مكثفة للانتهاء منها قريبًا ودعوة جميع القوى السياسية للحوار كما أن تلك المبادرة لاقت قبولاً من قبل الرئاسة المصرية أيضًا. حصار مدينة الإنتاج ميدانياً، استمر لليوم الثاني على التوالي، أمس، توافد العشرات من المتظاهرين على مدينة الانتاج الإعلامي، للتنديد بالإعلام والمطالبة بتطهيره، على حد وصفهم. وبينما كثفت الأجهزة الأمنية من تواجدها داخل المدينة، حيث تم نشر نحو 1800 من عناصر الأمن المركزي، لحماية منشآت المدينة والعاملين بها، قال شهود عيان: إن مجهولين قاموا بإطلاق أعيرة نارية على المتظاهرين فجر امس، قبل قيام محمد إبراهيم وزير الداخلية بتفقد الخدمات الأمنية الموجودة بالمدينة الليلة قبل الماضية. مخاوف إعلامية من جهة أخرى، تصاعدت مخاوف الإعلاميين بالقاهرة، أمس، عقب نجاة نائب رئيس تحرير، صحيفة اليوم السابع، وائل السمري، خلال محاولة لاغتياله بالرصاص، حيث تعرضت سيارته صباح امس، لوابل من الأعيرة النارية، من قبل 4 مجهولين، عند مدخل شبرا الخيمةبالقاهرة. كما شكك كثيرون، في الحادث المروري الذي تعرض له الإعلامي يسري فودة الليلة قبل الماضية بمدينة الغردقة، ونقل على إثره في حالة حرجة عن طريق الإسعاف الطائر، للقاهرة.