اندلعت اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين أمام قصر الاتحادية وقوات الأمن المكلفة بتأمين محيط القصر مساء أمس ،بعد تجمع المسيرات التى دعت لها عدد من الأحزاب والقوى السياسية والثورية، بمناسبة الذكرى الثانية لتنحي الرئيس السابق، محمد مبارك، وللمطالبة بإسقاط نظام الرئيس الحالي، محمد مرسي.. مع قيام المتظاهرين بإزالة الأسلاك الشائكة أمام بوابة 4 بشارع الميرغني ورشق قوات الأمن بالحجارة وزجاجات المولوتوف ،من جانبها قامت قوات الأمن استخدام مدافع المياه لتفريق المتظاهرين وبإطلاق أعيرة نارية في الهواء وقنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة،لإبعاد المتظاهرين الذين حاولوا اقتحام القصر الرئاسي،كما قامت قوات الأمن ببناء سياج أمني وحائط صد بوسط شارع الميرغني لمنع المتظاهرين من الاقتراب للقصر بمعاونة 6 مصفحات،والدفع بقوات شرطة إضافية ،فيما رد المتظاهرين بالهتافات «يسقط يسقط حكم المرشد»، و»الشعب يريد إسقاط النظام» ،وذكرت وزارة الصحة إصابة العديد من المتظاهرين فى الاشتباكات. و ترددت أنباء قوية عن قرب إقالة رئيس مجلس الوزراء الدكتور هشام قنديل وحكومته وتشكيل حكومة جديدة خلال الساعات القادمة لتهدئة الرأي العام الرافض لاستمرار هذه الحكومة،ضمن المبادرة التي أطلقها حزب النور الأسبوع الماضي و قال «قنديل» أن قطف ثمار الثورة يكون بالعمل والجد والاجتهاد، والبعد عن الإثارة والمزايدات السياسية، وبمنح الفرصة لالتقاط الأنفاس والتخطيط المنهجي والعمل الهادئ بعيداً عن الصراعات السياسية حتى تسترد البلاد عافيتها .ودعا قنديل أن نكون نموذجاً لكيفية الاحتفال بذكرى نجاح الثورة في إطار سلمي بنّاء بديلاً للعنف والتخريب.. من جانب آخر عمت المظاهرات والمسيرات عدة محافظات من بينها الإسكندرية والسويس وبورسعيد والفيوم وأسيوط وقنا ، وشهدت بعض ميادين المحافظات مصادمات بين الأمن والمتظاهرين من بينها الغربية وطنطا ،حيث شهدت ساحة الشهداء نشوب اشتباكات حامية فى ذكرى إحياء تنحي مبارك والمطالبة برحيل مرسي والتنديد بانتهاكات رجال الداخلية. وشهت أمس أروقة مجلس الوزراء حالة من الترقب والهدوء الحذر الذي فسره مصدر بمجلس الوزراء علي أنه الهدوء الذي يسبق إقالة الحكومة،حيث من المتوقع أن يتم مناقشة بنود المبادرة غداً»الأربعاء» خلال جلسة الحوار الوطني الذي ترعاه الرئاسة التي من بينها إقالة الحكومة ،بينما رد الدكتور هشام قنديل على تلك الأنباء باجتماع مع أعضاء حكومته أمس»الاثنين» عقب عودته من مناسك العمرة كرد مباشر على شائعات إقالة الحكومة،حيث عقد اجتماع مع المجموعة الوزارية الاقتصادية،استعرض فيها الوضع الاقتصادي الحالي في البلاد،وآليات الخروج من الأزمة الحالية،كما اجتمع مع أعضاء اللجنة العليا للحج بحضور وزراء الداخلية والسياحة والتأمينات والشئون الاجتماعية.إلى ذلك أصدرالمكتب الفني للنائب العام، قرارًا بضبط وإحضار د.محمود شعبان أستاذ البلاغة والنقد بجامعة الأزهر، للتحقيق معه في شأن اتهامه بالتحريض على قتل قيادات جبهة الإنقاذ الوطني. وتحت شعار «ولا يوم من أيامك» تجمع مساء أمس عدد من المؤيدين للرئيس السابق المخلوع محمد حسنى مبارك بميدان مصطفى محمود بالمهندسين، لإحياء ذكرى تنحيه عن منصبه، حيث طالب عدد منهم بتكريم الرئيس السابق، وإخلاء سبيله ،بمشاركة العشرات من مختلف الفئات فى إحياء الذكرى الثانية لتنحى الرئيس السابق ، حيث اعتبر البعض أن هذا التاريخ بمثابة بداية انهيار مصر على كافة المستويات.وكان ميدان التحريرقد شهد احتشاد المئات من المتظاهرين وسط هتافات ضد الرئيس محمد مرسي و»جماعة الإخوان المسلمين،» وقطع العشرات الطريق على كوبري ستة أكتوبر أمام السيارات، في إطار الخطوات التصعيدية الداعية لإسقاط النظام الحالي ، فيما قامت مجموعة من الملثمين يعتقد أنها تابعة لمجموعة «البلاك بلوك» حسبما ذكرت تقارير إعلامية بقطع خط المترو بمحطّة السادات، وسط حالة من الذعر بين الركاب. وشهدت المحطّة غيابًا أمنيًا حتى عند بوابات عبور التذاكر، ووقف الملثمون فوق القضبان المخصصة لسير المترو وسط سخط الركاب، وحاول بعض الركاب إخراجهم، فقام الملثمون بترويع المواطنين بالأسلحة البيضاء التي يحملونها، وتبادلوا التراشق بالحجارة مع الركاب. كما قامت حركة 6 أبريل بإغلاق مبنى البورصة المصرية، وواصل المتظاهرون المنتمين للحركة، هتافاتهم العدائية ضد جماعة الإخوان المسلمين ومكتب الإرشاد، مؤكدين أنهم أصحاب القرار وأنهم المتحكمون في مؤسسة الرئاسة، وسوف يملون توجهاتهم على الرئيس محمد مرسي، كما هتف المتظاهرون ضد وزارة الداخلية مطالبين بتطهيرها، ووقف السياسة القمعية التي يتبعها قوات الأمن ضد المتظاهرين السلميين.وقامت أيضا مجموعة من 6 أبريل بتظاهرة أمام مكتب النائب العام، والقت مجموعة من أكياس الدم على مبنى دار القضاء العالي، تنديدا بمقتل الشهيد جابر صلاح جيكا. مؤكدين أن هذه الخطوة هي ردة فعل على تباطؤ إجراءات النائب العام، معتبرين أنه متورط في دماء الشهداء، ومرددين هتافات بالقصاص لحق الشهداء، وهتافات عدائية ضد النائب العام. ويُذكر، أن المتظاهرين حاولوا تخطي سور مبنى دار القضاء العالي تمهيدًا لاقتحامه، ولكن تمكنت قوات الأمن من السيطرة على الموقف وقامت بإلقاء القبض على المتظاهرين ثم أفرجت عنهم.