دعا وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم التحضيري، أمس، للقمة العربية المزمعة في العاصمة القطرية، الدوحة، يوم غد الثلاثاء، مجلس الأمن الدولي إلى إصدار قرار يوقف حمّام الدم في سوريا، وأقر المجلس الجامعة العربية فى اجتماعه مشروعات القرارات التى ستطرح على القمة العربية الرابعة والعشرين التى ستعقد غدا بالدوحة بمشاركة أكثر من 17 رئيسا وملكا عربى. كما أقر مشروع البيان الختامى وإعلان الدوحة ووفقا لمعلومات «اليوم» فإن كلا من معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية وغسان الخطيب رئيس الحكومة المؤقتة سيشاركان فى القمة ممثلين لسوريا بعد أن وافقت أغلبية وزراء الخارجية العرب مع تحفظ كل من وزيري خارجية العراق والجزائر ولبنان خلال طرح المسألة للنقاش في الجلسة الملغقة التى عقدها الوزارى العربى بعد ظهر أمس، وكان الخطيب وهيتو قد وصلا الى الدوحة فى ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية وعقدا قبل ظهر أمس سلسلة من الاجتماعات مع الشيخ حمد بن جاسم وعدد آخر من وزراء الخارجية العرب، وقد امتدح الشيخ حمد بن جاسم فى كلمته الافتتاحية بعد أن تسلم رئاسة الاجتماع من نظيره العراقي هوشيار الزيبارى بالجهود التى يبذلها الخطيب فى الانتقال بالعملية السياسية الى مرحلة متقدمة لتحقيق تطلعات الشعب السوري، مرحبا - فى الوقت نفسه - بانتخاب غسان هيتو رئيسا للحكومة السورية المؤقتة، معتبرا ذلك خطوة مهمة وضرورية في إطار ترتيبات المرحلة الانتقالية، معبرا عن تطلعه لمشاركتهما في القمة العربية غدا تنفيذا لقرار المجلس الوزاري العربي في اجتماعه بالقاهرة يوم السادس من مارس الحالي. وشدد بن جاسم على أن القضية الفلسطينية كانت وستبقى قضية العرب المركزية حتى يتوافر لها الحل العادل والدائم والشامل الذي يحقق للشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، لافتا إلى أنه ليس أمام إسرائيل سوى الإقرار بهذا الحل إذا كانت تريد السلام وتمتلك الإرادة الحقيقية لتحقيقه. وقفة عربية وأكد ابن جاسم الوقوف إلى جانب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الممثل الشرعي للشعب السوري، حتى يحقق هدفه المشروع بإقامة نظام عادل في سوريا يحترم حقوق جميع السوريين ويحقق الحرية والعدالة ويحافظ على وحدة سوريا ويصون أمنها واستقرارها وسيادتها الى جانب مشروعات البناء وإعادة الإعمار وإعادة النازحين واللاجئين إلى مدنهم وقراهم بعد استكمال النصر وتأمين الحياة الكريمة لهم، وطالب في هذا الإطار بوقفة عربية قوية مع الشعب السوري الشقيق الذي يقاتل من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ويتشرد الملايين من أبنائه داخل سوريا وخارجها في واحدة من أكبر المآسي الإنسانية في التاريخ, منتقدا عجز مجلس الأمن الدولي عن القيام بواجبه ومسؤوليته تجاه شعب يتعرض للقتل والإبادة، ورأى أن الأزمة السورية بكل أبعادها الإنسانية والسياسية والأمنية وتداعياتها الخطيرة ليس على سوريا وحدها وإنما على المنطقة كلها في فى مقدمة القضايا العربية التى لا تحتمل التأجيل أو التسويف وتتطلب توحيد الموقف وتستوجب الحزم والحسم بكل أبعادها الإنسانية والسياسية والأمنية وبكل تداعياتها الخطيرة ليس على سوريا وحدها وإنما على المنطقة كلها، وتطرق الشيخ حمد بن جاسم فى كلمته للتحديات الكبيرة والظروف الدقيقة التي تمر بها الأمة العربية وحجم التطلعات والآمال المعقودة على قمة الدوحة التى فرضت جدول أعمال حافلا بالقضايا ومتعدد الاهتمامات, مشيرا الى أن القمة تعقد في ظل أحداث وتطورات ومتغيرات إقليمية ودولية متسارعة تتطلب من الجميع توحيد الكلمة والموقف وتنسيق الجهود السياسية والدبلوماسية وتنشيط آليات العمل العربى المشترك حتى يمتلك العرب القدرة على التأثير في الأحداث وليس فقط متأثرين بها وحتى يكونوا أكثر قدرة على حماية مصالح دولهم وشعوبهم والانتصار لقضايا الأمة العادلة وحقوقها المشروعة، وشدد ابن جاسم على أن القضية الفلسطينية كانت وستبقى قضية العرب المركزية حتى يتوافر لها الحل العادل والدائم والشامل الذي يحقق للشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، لافتا إلى أنه ليس أمام إسرائيل سوى الإقرار بهذا الحل إذا كانت تريد السلام وتمتلك الإرادة الحقيقية لتحقيقه, منتقدا ما تقوم به إسرائيل حاليا من انتهاكات متكررة لحرمة المسجد الأقصى المبارك واعتداء على المصلين في رحابه ومن تكثيف لعمليات الاستيطان في الأراضي المحتلة واستمرار سياسة تهويد القدس الشريف وطمس معالمها الإسلامية وهويتها العربية ووصف ذلك بأنه ممارسات غير شرعية، تتنافى مع القانون الدولي ومن شأنها زيادة التوتر في المنطقة، داعيا المجتمع الدولى في هذا الصدد الى تحمل مسؤولياته وإرغام إسرائيل على وقف تجاوزاتها الخطيرة والتجاوب مع الرغبة الفلسطينية والعربية في تحقيق السلام، وتناول ابن جاسم إصلاح الجامعة العربية، مشددا على ضرورة مراجعة ميثاق جامعة الدول العربية لجعله أكثر استيعابا للمتطلبات الجديدة للشعوب العربية بحيث تكون الجامعة العربية صوتا للشعوب قبل أن تكون صوتا للحكومات، لافتا الى أهمية حدوث نهضة عربية تستثمر طاقات وامكانات الأمة، داعيا الى اهتمام الجامعة بمنظمات المجتمع المدني بحيث تكون هناك إدارة متخصصة فيها تتولى هذا الجانب وتوجد التجانس والتفاعل المطلوب بين العمل العربي الرسمي والشعبي. زيباري وكان هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي قد افتتح أعمال الوزاري العربي بحكم ترؤس بلاده للقمة العربية السابقة فى بغداد جدد فيها موقف بلاده من الأزمة السورية، وقال: واضح وجلى أنه يقوم على مساندة وتأييد التطلعات المشروعة للشعب السورى فى الحرية والديمقراطية وحقه فى رسم مستقبله وإدانة أعمال العنف والقتل وايقاف نزيف الدم والتمسك بالحل السياسي والسلمي ودعم الحوار الوطنى ورفض كافة أشكال التدخل الاجنبي فى الأزمة السورية حفاظا على وحدة سوريا وسلامة شعبها، لكنه أشار الى أن العراق كان من أولى الدول التى نبهت وحذرت من التداعيات الخطيرة لاستمرار الأزمة السوزرية على أمن وسلامة دول المنطقة ووقف مع كافة المبادرات العربية والدولية التى كانت تدعو لايجاد حل سلمي ينهي معاناة الشعب السوري ويجنبه ويلات الحرب الاهلية. كما دعم مهمة الأخضر الابراهيمي المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية من أجل تحقيق عملية الانتقال السياسي فى سوريا، ونبه زيبارى الى أن العراق لن يكون مع اي ديكتاتورية مهما كانت عناوينها واتجاهاتها. كما لن يكون مع اي فوضى يمكن ان تحدث فى سوريا او فى المنطقة عموما. وحول القضية الفلسطينية جدد وزير خارجية العراق موقف بلاده الثابت منها ودعمه حقوق الشعب الفلسطيني فى الحرية واسترجاع أرضه واقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف . كما أعرب عن دعم العراق كافة الخطوات الرامية الى تطوير وإصلاح العمل العربي المشترك، مؤكدا على أهمية احترام ميثاق جامعة الدول العربية التى أسست من أجلها لما في ذلك من صون هذه المؤسسة العريقة التى تتطلع اليها الشعوب العربية لعمل عربي مشترك يدعم ويوحد الجميع بعيدا عن اي تجاذبات فى الساحتين العربية والاقليمية.