يعتقد بعض المختصين في الدراسات الإسلامية بكل فروعها أن رصيدهم العلمي يجعلهم يتفوقون على غيرهم إسلامياً وإيمانياً فيجعل من تفاصيل تلك العلوم مادة لمحاربة الآخرين والتقليل من شأنهم ليس على المستوى الشخصي فقط وإنما على مستوى علاقتهم بالله عز وجل وفي مستوى إيمانهم ووعيهم بذلك الإيمان والتأثير من خلاله على الآخرين ولهذا تتكرر ادعاءاتهم وتهمهم وهم يعلنون رفضهم لكل رأي يناقش أقوالهم أو يحاول مقارعة الحجة بالحجة ولهذا كثر استنادهم على قول أبي هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم (إنها ستأتي على الناس سنون خداعة يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة قال السفيه يتكلم في أمر العامة) فصار كل من يناقش ويبدي رأياً هو من الرويبضة في مفهومهم ولا يتورعون عن اعتبار أن شهاداتهم العلمية في الدراسات الدينية هي شهادات حولتهم من طلاب علم يحفظون ويؤدون الاختبارات وينالون أرفع الدرجات الرقمية إلى من ينطبق عليهم قول الله تعالى (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) ويظنون أن هذا المعنى يخصهم دون غيرهم ولهم أن يدلوا بدلائهم في كل شئون الحياة الاجتماعية والاقتصادية والنفسية وغيرها دون معارضة من أحد ودون تفكر وتدبر من الآخرين الذين عليهم أن يستسلموا وينقادوا فقط . ولم يتوقفوا لحظة ليتساءلوا من هم الذين ينطبق عليهم معنى الرويبضة في هذا الزمن . ولماذا قال صلوات الله عليه وسلامه : ستأتي على الناس سنون خداعة بمعنى أن الحال سينقلب عما هو عليه وينخدع الناس فيما اعتادوا عليه من مصادر الثقة والعلم والنصح الذي كان الناس يسلمون له وبه . ولو كان الأمر غير ذلك لما قال (ستأتي) باستشراف لما هو قادم ومن ينظر حوله اليوم ويرى تهافت أصحاب العلوم الدينية على الدنيا بمناصبها وسلطاتها وأموالها يدرك أن ذلك الزمن المشار له في الحديث قد أتى ونحن اليوم نرى ونسمع كيف يتهافت السفهاء ممن يحملون أعلى الدرجات في العلوم الدينية على المال وعلى سبيل المثال وليس الحصر انظروا في قضايا الفساد عند بعض كتاب العدل والشهوات المستعرة عند بعض آخر للسلطة السياسية. ولو كان الأمر غير ذلك لما قال (ستأتي) باستشراف لما هو قادم ومن ينظر حوله اليوم ويرى تهافت أصحاب العلوم الدينية على الدنيا بمناصبها وسلطاتها وأموالها يدرك أن ذلك الزمن المشار له في الحديث قد أتى ونحن اليوم نرى ونسمع كيف يتهافت السفهاء ممن يحملون أعلى الدرجات في العلوم الدينية على المال وعلى سبيل المثال وليس الحصر انظروا في قضايا الفساد عند بعض كتاب العدل والشهوات المستعرة عند بعض آخر للسلطة السياسية لدرجة تدفعهم لإشعال الفتن ومحاربة الأوطان . والشهوات المنفلتة من بعضهم للمال والسعي لجنيه من كل الأبواب تحت مظلة رغبتهم في تقديم المفيد للناس. ومنهم من أضاع الأمانة في سبيل رغباته المحمومة لكنز الذهب والفضة . إن استخدام نص الحديث السابق في السياقات التي استخدم فيها من قبلهم مراراً وتكراراً من أجل تسفيه الآخرين والتقليل من شأنهم هو أمر عليهم أن يستبقوه بالتبصر في معاني الصدق والكذب ورموزهما الدالة عليهما . وفي معنى الإسلام ورموزه من الأقوال والأفعال والإيمان الذي لا يعلمه إلا الله لأن محله القلب وإن ظهرت آثاره على من ضعفت عنده رموز الفعل الإسلامي . فالحديث المنمق والمنتقى بعناية فائقة ودعمه بالأدلة القرآنية والنبوية في الصحف والفضائيات ليس دليلاً على الصدق وتحري العدل بل قد يكون أحياناً وللأسف هو الوسيلة المثلى لستر صفات (الرويبضة) فيهم فيصدق الناس من يكذب ويهاجمون غيره . فإذا فعلوا ذلك - أعني من أكثروا من استخدام نص الحديث - وأولوه عنايتهم بالفحص عليهم أن يصدقوا مع ربهم أولاً ثم مع الآخرين فلم يعد الناس يتقبلون ذلك التجني من حملة الشهادات الدنيوية الذين صاروا بموجبها يوزعون صكوك الغفران على الناس والحكم عليهم. Twitter: @amalaltoaimi