أبدى عدد من شاغلي وظائف الحراسة والمراسلة من المواطنين في المدارس الحكومية امتعاضهم الشديد لما يحدث لهم من استغلال من بعض مديرات المدارس بتكليفهم بأعمال ليست من مهامهم الوظيفية في جلب أطعمة أو شراء احتياجات لبعض المديرات أثناء أو بعد الدوام الرسمي مستخدمين سلطتهن الممنوحة لهن في ذلك. «اليوم» في جولتها الميدانية لبعض المدارس الحكومية الواقعة في حاضرة الدماموالأحساء التقت ببعض حراس المدارس فنقلوا معاناتهم مع مديراتهم. البداية كانت مع المراسل عبدالهادي الصالح الذي يعمل في إحدى مدارس البنات بمحافظة الأحساء والذي كان منفعلا لما يحصل له من مديرة المدرسة فتساءل: «هل يحق لمديرة المدرسة أن تكلفني بمهام هي في الأصل ليست من مهامي الوظيفية كحارس مدرسة؟ وهل هناك نظام ينص على ذلك من وزارة التربية والتعليم بخصوص هذا الموضوع، فمديرة المدرسة ترمي بكل احتياجاتها الخاصة على عاتقي وتستغل وجودي في قضاء احتياجاتها الخاصة بعيدا عن المهام الوظيفية التي أقوم بها»، وعند سؤالنا له عن بعض التكليفات التي تأتيه من المديرة قال: «ما أن أبدأ يومي إلا وأطالب بتنفيذ أوامر المديرة، فمثلا استخدام سيارتي الخاصة في جلب عمال يقومون بتنظيف وغسيل مرافق المدرسة من الداخل كل نهاية أسبوع، وبعد ذلك كله أقوم بدفع مصاريف العمال من جيبي الخاص فهل يعقل ذلك؟» ويضيف الصالح: «ما تقوم به مديرتي يعد استغلالاً واضحا، ولهذا اضطررت أن أتقدم بخطاب رسمي إلى إدارة شؤون الموظفين في الرئاسة العامة لتعليم البنات لانهاء معاناتي مع هذه المديرة من خلال نقلي إلى مدرسة أخرى في العام القادم». بالغنيم: من يثبت تظلمهم فعليهم مراجعة إدارة التعليم لتقديم خطاب رسمي يتم فيه توضيح كل ما يتعلق بالامر، حتى يتسنى للإدارة عمل تحقيق مع جميع الاطراف ومن ثم اتخاذ ما تراه مناسباً ويردف الصالح قائلا: «سرد معاناتي وما أقوم به مجبرا من المديرة لا يعني أنني لا أرغب في العمل، ولكنني سئمت تحمل دفع تكاليف عمال النظافة من جيبي الخاص فهذا ليس من واجباتي». وأضاف «هناك ميزانية خاصة حددتها إدارة التعليم لكل مدرسة تقوم من خلالها المديرة بدفع التزامات المدرسة من نظافة وصيانة فأتمنى أن أجد ردا من المسؤولين في هذا الاتجاه وتخليصنا من سطوة هذه المديرة علي». أما يوسف البوفهيد فقال إن المديرة تهدده بالرفع لإدارة التعليم بإنهاء عقده على اعتبار أنه يعمل على بند التشغيل إذا لم ينفذ ما يطلب منه من أعمال ليست من مهامه الوظيفية، مشيرا إلى أنه تقدم مع أحد زملائه بخطاب رسمي إلى إدارة شؤون الموظفين في إدارة التعليم لإشعارهم بهذه المعاناة مع المديرة ولكن لم يجدا من ينصفهما. من جهته قال علي المحمد مراسل في إحدى المدارس: «رغم التعب والعناء بسبب تكليفنا بمهام فوق طاقتنا إلا أننا لم نبد أي تذمر من أداء العمل، معتقدين أن ذلك من باب المصلحة العامة التي تحتم علينا التعاون مع المديرة، ولكن نحن أيضا لنا أعمالنا الخاصة العائلية ولسنا مكلفين بأعمال إضافية من مديرة المدرسة». بدورها قامت «اليوم» بالاتصال على مدير التعليم بمحافظة الأحساء أحمد بالغنيم والذي طالب في حديثه جميع العاملين سواء مراسلين أو حراسا ممن يثبت تظلمهم عليهم مراجعة إدارة التعليم لتقديم خطاب رسمي يتم فيه توضيح كل ما يتعلق بالأمر، حتى يتسنى للإدارة عمل تحقيق مع جميع الأطراف ومن ثم اتخاذ الإجراء النظامي. وأضاف بالغنيم أن هناك قائمة معروفة حددها النظام تعنى بجميع المهام الوظيفية والإدارية الخاصة بالعاملين على وظيفة مراسل مكتبي وحارس في مدارس البنات، ولا يحق لأي شخص أن يتعدى على تلك المهام مهما بلغت مرتبته الوظيفية. من جانبه أوضح مسؤول العلاقات الإعلامية في هيئة حقوق الإنسان محمد المعدي في تصريح إلى «اليوم» أنه يحق للموظف والعاملين في المدارس تحت وظائف حراس أو مراسلين أن يلجأوا الى الجهة التي يتبعون لها وفي حال عدم حصولهم على حقوقهم يحق لهم التقدم بشكواهم لدى حقوق الإنسان لمتابعة حالاتهم والتحقيق فيها، وبناء على معطيات الحالة وفي حال تعنت الجهة الحكومية التي يتبع لها الموظفون فإن حقوق الإنسان ستلجأ إلى ديوان المظالم للبت في القضية.