واقع حراس مدارس البنات يختلف كثيرا عن ما يشاهده أولياء الأمور أثناء اصطحاب بناتهم، يعانون الأمرين، ويؤدون مهام عمال الصيانة بالإضافة إلى كونه مراسلا، يتحدثون بمرارة، ويطالبون بتحقيق مطالبهم في توفير أشخاص يعاونوهم في أعمال ليست ضمن تخصصاتهم الوظيفية. «عكاظ» قامت بجولتها على مدارس البنات ورصدت آراء حراسها. غياب الهاتف أكد الستيني عبدالله الحارثي أن معاناته مع حراسة المدارس ترتبط بالإمكانات التي تتوفر في مبنى مدرسي، مشيرا إلى أن المعضلة الأكبر التي يواجهها غياب الهاتف ليتواصل به مع المديرة مباشرة. وقال: «أحجز صهريج الماء لأن المدرسة لا تكفيها مياه العيون الممتدة عبر الأنابيب، واتصل بجوالي الخاص في متابعته حتى يصل المدرسة، كذلك ينقصني جرس احتاجه لإنذار زوجتي (المراسلة) حتى تحضر عند الباب لأخذ الأوراق أو ما قمت به من احتياجات للمدرسة»، مبينا أن المبنى تحول إلى مدرستين صباحية ومسائية، منوها أن مديرة المدرسة رفعت خطابات لتوفير الهاتف ولكن دون جدوى. زوجتي عاملة نظافة وأضاف: «أعمل في هذه الوظيفة منذ 30 عاما، وكل ما أتمناه شركة نظافة تقوم بهذا الحمل الثقيل، فزوجتي والمراسلة الداخلية بالمدرسة لا تكفيان لهذه المهمة، وكثيرا ما تقومان بإحضار عاملات أفريقيات براتب يومي لإنجاز ذلك وهذا لا يكفي فلدينا مدرسة جديدة انظمت داخل سور المبنى. وبين عبدالله الحارثي أن الحمامات الآن مقفلة لأن الأنابيب تهرب المياه، ويتساقط الماء على مفاتيح الكهرباء، وقال: «مرتان كان من المتوقع أن تشتعل النيران لولا لطف الله وقدرته، والحمدلله تداركنا الأزمة»، مؤكدا أن مديرة المدرسة رفعت أكثر من خطاب حول تهاون شركة الصيانة. متعدد الوظائف وأشار الحارثي إلى أنه بالإمكان تسميته ب(متعدد الوظائف)، وقال: «أنا حارس ومراسل ودوار واقف مع عامل الصيانة حتى لو حضر إلى الساعة الواحدة أو الثانية ليلا». ويبدأ الحارثي في سرد بعض ذكرياته مع العمل الحراسي قديما ويقول: «أتذكر حريقا جاء في محول كهرباء 12 شقة وهي مكونات المدرسة القديمة التي كنت حارسا عليها وبها 12 مطبخا تم إيصال التكييف بها جميعها مما زاد الحمل، وبعد التشغيل اشتعل فتيل النار في محول الكهرباء وأخذت طفاية الحريق بلا كمامات وفصلت الكهرباء وبعد ذلك حضر الدفاع المدني وكتب محضر الواقعة وصور الآثار عام 1419 ه». تعامل خادمات من جهته، أوضح عبدالعزيز الحربي (45 عاما) أنه منذ ست سنوات التحق بالتربية والتعليم كحارس لإحدى المدارس، ممتعضا من تصرف بعض المديرات للخالة التي هي زوجة الحارس، وقال: «إن التعامل معها مثل معاملة بعض الناس للشغالة في المنزل تصرخ في وجهها وتتكلم معها بحدة وهذا ينافي السلوك السوي للإنسانية». وبين الحربي أنه لم يلحتق بأية دورة منذ التحاقه بعمله بقطاع التربية والتعليم، مطالبا دوريات الشرطة بالحضور وقت انصراف الطالبات خاصة الثانوية لتنظيم الكثير من المعوقات التي تواجههم. من جانبه، أشار العم سعد (65 عاما) إلى أنه دائما ما يتفقد أجهزة المدرسة رغم أنها ليست من تخصصه مثل ماطور المياه، وقال: «تتلخص مشكلتي في المراسل أطلبه منذ زمن ولم يتحقق لي ذلك، الأمر الذي يضطرني للذهاب إلى إدارة التربية والتعليم بينما تقوم زوجتي بالحراسة، وبقية المهام التي أقوم بها تعتبر خارج مهام عملي كحارس للمدرسة». التعاقد مع المواطنين في المقابل، أوضح مدير عام الشؤون الإدارية والمالية صالح بن عبدالعزيز الحميدي أن وزارة التربية والتعليم تدرس مع الجهات المعنية التعاقد مع شركات متخصصة في الحراسات الأمنية لتتولى حراسة جميع المباني التابعة للوزارة ومنها مدارس البنات، مبينا أن الوضع القائم حاليا هو التعاقد مع أفراد من المواطنين للقيام بحراسة المدارس وفق المعمول به في الوزارة.