من المؤلم أن يصل الاحتقان بيننا لهذه الدرجة لمجرد الاختلاف في وجهات النظر حول أي قضية تطرح للنقاش. ومن المحزن أن ينقسم المجتمع إما مع أو ضد ، وتتقلص مساحة احترام كل طرف لآراء الطرف الآخر ، وتختبئ أصوات العقلاء خوفاً من أن تصيبهم رصاصة طائشة من هنا أو هناك . مؤلم ومحزن ألا يبرز في المشهد المحلي غير المتطرفين والباحثين عن السلطة والسيطرة والنجومية . مشاهد يومية تنذر بخطر قادم وفتنة يخطط لها تبدأ بالتلميح والإيحاء ولا تنتهي إلا بتقسيم المجتمع إلى أقطاب لكل منها حساباتها وأجنداتها الداخلية والخارجية . ربما كنا لا نلاحظ هذا الاحتقان المتبادل قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي ، أما الآن فقد كشف كل طرف عن أهدافه ومواقفه وتوجهاته . عندما تناول البعض خطاب الشيخ سلمان العودة وانتقدوه ، تعرضوا لوابل من الهجوم والتجريح والتكفير ، وعندما تناول البعض الآخر مواقف إيران العدائية ، خرج علينا البعض تارة بصريح العبارة وتارة بالتلميح مدافعين عنها وعن سياساتها ومستهجنين ما يكتب عنها . وحتى في الرياضة بات الشارع الرياضي يتعامل فيما بينه حسب الألوان والميول والأسماء . نحن أمام مشهد متأزم يستند على تهميش الآخر ، وهو أخطر الأمراض التي تهدد المجتمعات ومستقبل أجيالها ولكم تحياتي [email protected]