كانت الكرة في واحة الأحساء تعشق الهرب إلى الأمام .. تعيش الانتكاسة في دهاليز الثانية والأولى .. وتصدر نجوم «الفايف ستار « للأندية الكبيرة .. رحلة للأسف استمرت سنوات طوال .. حيث ارتضت الكرة هناك .. ألا تنافس النخيل الباسقات في قامتها وجمالها وقوة تأثيرها في تلك الواحة الخضراء ..!! ويصح لنا أن نصف الكرة الأحسائية في فترة العجاف بالبقرة الحلوب التي تسقي الآخرين بالنجوم .. دون أن تستفيد هي من لبنها وحليبها ..!! وشكلت قدم الفتح محطة لردم السيل المنهمر للخارج .. وانتفضت على واقع الكرة في هذه المحافظة الغنية بالنجوم .. وجاء صعودها للأضواء .. وتثبيت بقائها .. والمحافظة على نجومها .. نقطة تحول كبيرة في اعتزاز الكرة الأحسائية بأنديتها الطموحة ..!! ويبدو أن ثمار تلك القفزة بدأت تتضح أكثر على السطح من خلال صدارة هجر لدوري الأضواء هذا الموسم .. واقترابه من تحقيق حلمه بالعودة مجددا للعب مع الكبار بالوصول لدوري زين للمحترفين ..!! هجر أمانة في أعناق رجاله الأوفياء .. خصوصا رجال الأعمال .. أما جماهيره .. فإنهم سيكونون إضافة لدوري المحترفين .. وسترون ذلك في كل مباراة تقام على أرضه .. أو في الدمام .. أو الخبر..!! وهجر الذي يكفيه اسمه للدلالة على عراقة واحة الأحساء .. سبق وأن وطأت أقدامه بلاط المستطيل الأخضر .. لكنه في كل مرة يفشل في تثبيتها .. ويعود أدراجه بخفي حنين .. ولكن هذه المرة يبدو أن الوضع سيكون مختلفا عن السابق .. فالجار الفتح مهدد للمكوث في جزيرة زين لمدى أكبر مما كانت عليها الكرة الأحسائية أيام زمان ..!! هجر ذلك النادي العريق تكاثرت عليه المحن لسنوات طوال .. ولكن عراب هذا النادي المهندس عبد العزيز القرينيس ورفاقه لم ييأسوا .. ولم يتراجع طموحهم رغم ضيق اليد وقلة الدعم ..!! الآن ينتظر أبناء الأحساء .. فصلا جديدا لم يكتب لهم من قبل .. لأول مرة سيكون لهم ديربي في منافسات الكبار .. فالفتح أمن بقاءه في الأضواء .. وهجر بعد فوزه أمس أعلن قدومه البهي لدوري زين ..!! هجر هو النادي الأحسائي الأول جماهيريا .. وهذا لا لبس فيه .. ولا أعتقد أن هناك ناديا في هذه المحافظة لا يسلم بأن قاعدة هجر الجماهيرية هي الأوسع والأكثر .. ولعل الحضور الجماهيري المكثف والكبير لمباريات الفريق في منافسات الأولى برهان على قاعدة هجر الشعبية في الأحساء ..!! عودة هجر للأضواء .. ستعيد الخارطة الشرقاوية في كرة القدم للانتعاش .. بل للتوهج والبعد عن الرتابة .. ولعل ما حدث بين الاتفاق والفتح هذا الموسم .. يرسم لنا خارطة طريق متفجرة فنيا..!! ولكن السؤال الأهم الذي يطرح مع اقتراب هجر لخط النهاية بالعودة للأضواء .. هل ينجح رجاله ومحبوه في الهفوف في الغدق على ناديهم لتثبيته بين الكبار .. كما فعل رجالات المبرز مع الفتح ؟! الإجابة بكل تأكيد في ملعب شرفيي هجر .. فهم من يستطيع الإجابة بنعم أو لا .. وهم من يستطيع إيقاف مسلسل الزيارة السريعة للأضواء ومن ثم العودة لسنوات طويلة لدوري المظاليم..!! هجر أمانة في أعناق رجاله الأوفياء .. خصوصا رجال الأعمال .. أما جماهيره .. فإنهم سيكونون إضافة لدوري المحترفين .. وسترون ذلك في كل مباراة تقام على أرضه .. أو في الدمام .. أو الخبر .. !!