صحيح انه كان أشبه بسحابة داكنة في سماء النصر .. وصحيح أيضا ان ثمرته لم تنبت في أرض العالمي لفترة من الزمن .. ولكن لونه الداكن .. وأرضه القاحلة .. زادته لغة التحدي مع نفسه من جهة .. وجماهيره من جهة أخرى .. والإعلام من جهة ثالثة ..!! لا ضير أن ينام بعض النجوم برهة من الزمن في حديقة الأحلام .. ولكن الخطر المحدق بهم أن تتحول أحلامهم لما يسمى في علم النفس "أحلام يقظة" .. حيث يستسلم فيها النجم لهدير الأصوات من محبيه دون أن يقدم ما يشفع له للاستمرار في قلوبهم .. ليجد نفسه في نهاية المطاف خارج دائرة الاهتمام ..!! سعد الحارثي نجم النصر مر بهذه المرحلة .. ووجهت له سهام النقد من كل حدب وصوب .. تعالى في البداية عن عناد ولا مبالاة للرشق الذي أصابه من شدة السهام .. التي لا يخلو بعضها بالتأكيد من لغة التثبيط والتطفيش .. ولكن السواد الأعظم منها كانت سهاما بدون حربة .. أي أن الهدف منها إعادة الحارثي لجادة الصواب داخل المستطيل الأخضر ..!! وحتى نكون منصفين .. فمن الواجب علينا أن نعترف بالمقولة الشهيرة "ومن الحب ما قتل" .. وجماهير الأصفر عامة ومحبو سعد خاصة .. ركبوا قطار العناد .. وساهموا في دفع النجم للاستكانة والمبيت في قصر النجومية الورقية بدون المهر الذي يستوجب على النجم دفعه داخل المستطيل الأخضر .. !! كل جماهير العالمي آمالها معلقة بعودتك القوية لهز الشباك .. فلا تكن سحابة صيف بالنسبة لهم .. فقد عانوا الأمرين في تجربتهم مع النجم "الخمس نجوم" .. منذ رحيل العباقرة ماجد والهريفي ومحيسن .. ففي كل مرة يفرحون لكنهم يكتشفون في نهاية المطاف .. نعم .. هذه الحقيقة التي لا يقبلها جمهور الحارثي في الفترة الماضية .. ملصقات لاسمه وصورته في المدرجات .. ودفاع عنه في المنتديات .. واستبسال من مسئولي ناديه في الفضائيات .. وهذا لعمري هو الذي أخر عودته لموهبته الأصلية في هز الشباك .. والأداء الممتع الذي يبهر جمهوره لحد العناق ..!! قسونا على الذابح .. عندما توهج إعلاميا وجماهيريا بدون عطاء .. وحان الوقت لنعطيه حقه بالكامل بدون زيادة أو نقصان .. عندما غير لغته من الإعلام والجماهير للمستطيل الأخضر .. حيث أصبح كلامه فصيحا جدا في كتب ودفاتر الشباك .. بل قدم لنا حلا لأصعب المسائل الفيزيائية والكيميائية بإيداع ثاني أكسيد الكربون في الشباك الإيرانية..!! هذا سعد الحارثي الذي نعرفه ونحفظه عن ظهر قلب .. منذ ذلك الزمان الذي أشاد به الأسطورة وهو يلعب في شباب النصر .. وهذا سعد الحارثي الذي نعرفه منذ نعومة أظافره مع المنتخب الأخضر بالهدف السينمائي في الكويت .. والإعجازي في اندونيسيا ..!! والآن .. في دفتر العمر يا سعد .. خبرة الانتكاسة والاستعادة للنجومية .. والمطلوب الابتعاد عن سماع أغنية عدوية "حبة فوق وحبة تحت" .. بالظهور بالمستوى "الطالع نازل".. فالثبات في هز الشباك والمستوى والأداء هو من يرسخ صورة النجم في أذهان وقلوب جماهيره ومحبيه حتى لما بعد الاعتزال ..!! كل جماهير العالمي آمالها معلقة بعودتك القوية لهز الشباك .. فلا تكن سحابة صيف بالنسبة لهم .. فقد عانوا الأمرين في تجربتهم مع النجم "الخمس نجوم" .. منذ رحيل العباقرة ماجد والهريفي ومحيسن .. ففي كل مرة يفرحون لكنهم يكتشفون في نهاية المطاف .. أنهم ساروا خلف سراب .. فهل ترتضي أن تكون لهم جرحا جديدا .. أم روشتة دواء لفك علة الداء ..!!