يبدو أن الحس الأمني في مجتمعنا من الضعف بما يجعلنا عرضة لأطماع اللصوص سواء داخل بلدنا أو حين نخرج، وذلك محور حديثي لأننا من واقع قدومنا من منطقة الخليج الى أي بقعة في العالم فإن أول ما يتبادر الى الآخرين الأموال المتحركة، وتلك للأسف هي خلاصة النظرة الينا، ولذلك نتعرض لاستغلال وجشع إن لم يعد على الطامعين بشيء فإنهم يتجهون الى النصب والاحتيال واللصوصية، وذلك أمر واقع ينبغي أن ندركه فور مغادرة بلادنا. الأمر المهم في هذا الإطار يتعلق بإدارة الجوازات التي ينبغي أن تعد كتيبات مختصرة وتعريفية تسهم في رفع المستوى الأمني لمن يغادرون من خلالها، وتلك الكتيبات يجب أن تتضمن إرشادات واضحة للسلامة الشخصية بصورة عامة، ويمكن أن تخصص لتفاصيل أكثر بحسب أكثر الدول التي يتردد عليها المواطنون نقلت صحيفة «اليوم» مؤخرا خبرا يتناول تعرض عائلة سعودية لسرقة مبلغ 40 ألف ريال في أحد الفنادق بمدينة كيب تاون ثالث أكبر مدينة في جنوب إفريقيا من حيث عدد السكان، حيث تمت سرقة العائلة في الفندق المقيمين به أثناء خروجهم منه بقصد السياحة، وتقدمت العائلة ببلاغ لشرطة كيب تاون للإفادة بالسرقة لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وتم تقديم الأوراق الرسمية ورفع البصمات من على مرافق الغرفة للإدلاء بمعرفة السارق. تلك حالة ضمن كثير من الحالات التي نتعرض لها في الخارج، وأضيف أن الآخرين يعتقدون أننا سذج وذلك انطباع يأتيهم من خلال كيفية تصرفنا في المواقف التي نتعرض لها ولا نحسن التعامل معها، ولذلك من المهم أن نرتقي بفكرتنا الأمنية الى الحد الأدنى الذي يجعلنا نحافظ على ممتلكاتنا وأغراضنا الشخصية ويبدأ ذلك بمعرفة المواقع المهمة الموضوعة في جدول وخطة المسافرين، وهذا الأمر من الأهمية بما لا يجب أن نتعامل معه بسطحية أو استهتار. الأمر المهم في هذا الإطار يتعلق بإدارة الجوازات التي ينبغي أن تعد كتيبات مختصرة وتعريفية تسهم في رفع المستوى الأمني لمن يغادرون من خلالها، وتلك الكتيبات يجب أن تتضمن إرشادات واضحة للسلامة الشخصية بصورة عامة، ويمكن أن تخصص لتفاصيل أكثر بحسب أكثر الدول التي يتردد عليها المواطنون، فذلك يملأ الفراغات في الفكرة الأمنية للمواطنين ويهيئهم للتعامل بحذر أكثر مع المعطيات التي يواجهونها في الخارج. وفي تقديري أنه مع وجود ملايين الأجانب من مختلف أقطار العالم أننا اكتسبنا ثقافة في معرفة الشعوب وتقييمها بصورة واقعية، ولكن للأسف يبدو أن ذلك لم يحدث في ظل ما نتعرض له من استغلال وجشع مستمر وحالات لصوصية كتلك المنشورة في الخبر، وقد تحدث بصورة استثنائية، ولكن تطبيق المثل القائل «اعقلها وتوكل» يوفر علينا كثيرا من مشاكل الاستنزاف والطمع فيما نملك وقد يفسد علينا سفرياتنا. maaasmaaas @