أما الهجر فكانت في عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله واحدة من أهم أعماله حين وطّن البدو الرحّل ولكنها بعد ذلك تكاثرت وولد بعضها في أوقات متأخرة جداً عن زمن التوطين فصارت وسيلة من وسائل وضع اليد على الأراضي وبعد أن يستقر بالسكان المقام في بيوت بسيطة لايزيد عددها على 100 بيت وغالباً هو أقل تبدأ مطالبهم التعليمية والصحية والكهربائية والمائية وغيرها وتحقق لهم المطالب ثم تبدأ الأيدي تتمدد على الأراضي فيصبح كثير من سكان الهجرة يملكون مزارع مجاورة معظمها غير منتج إلا في نطاق ضيق جداً فقد تحولت إلى استراحات برية شبّة جمر وسمر وقهوة مبهّرة وتمر في جلسات شتوية ممتعة ولهم فيها مآرب أخرى في الصيف هذا إن لم تكن المكيفات الصحراوية تعمل بها طلباً لاستمرار جو الأنس !! وتحقق لهم الدولة كل المطالب فتفتح مدارس للتعليم العام ومراكز صحية أولية ويعمل في تلك الجهات أبناء وبنات المدن فيرحلون إليها مع ساعات الفجر الأولى من الدمام والخبر والرياضوجدة وأبها وغيرها كل يسير في اتجاه ما وقد يرتبك النظام فتعين من تسكن الأحساء في جيزان ومن تعمل في هجره قرب الرياض تسكن في حائل ومع هذا البعد لا عجب إذاً أن نفجع من حين لآخر بحادث تلفظ فيه مجموعة من المعلمات أنفاسهن الأخيرة في رحلة ذهاب أو إياب . لابد في الوقت نفسه أن يعمل نظام التعيين على اختصار المسافات والنظر في التناسب بين مقر السكن ومكان العمل حتى تمشي الحلول في خطوط متوازية ولا تتقاطع وحتى لا نقول إن من اختار السكنى البعيدة عن المدن عليه هو أن يتحمل مشقة السفر إليها كل يوم ليقضي حاجاته المختلفة لأن (من بدأ المأساة يُنهِهِا)ولا مجال للتعاقد مع من تستقر في تلك المناطق لتعمل بها فهذه الوظائف بناتنا أولى بها ،فما الحل إذاً ؟ نريد القرى ونريد الهجر ولكن لا نريد لبناتنا أن يتعرضن لمخاطر الطريق !! طرحت في مقال ما فكرة إنشاء سكن خاص للمعلمات في كل منطقة نائية يقمن فيه طوال الأسبوع ويعدن إلى بيوتهن في إجازات نهايات الأسبوع وغيرها وهذا حل قد لا يرضي الجميع فهناك من تحتم عليها ظروفها أن تتواجد في بيتها كل يوم وهذه عليها ان تتحمل اختيارها لأنه لابد من تحقيق مثل هذا الحل ليخفف من حدة المعاناة اليومية ولابد في الوقت نفسه أن يعمل نظام التعيين على اختصار المسافات والنظر في التناسب بين مقر السكن ومكان العمل حتى تمشي الحلول في خطوط متوازية ولا تتقاطع وحتى لا نقول إن من اختار السكنى البعيدة عن المدن عليه هو أن يتحمل مشقة السفر إليها كل يوم ليقضي حاجاته المختلفة لأن (من بدأ المأساة يُنهِهِا) . فمثل هذه الأمور أصبحت تشكل عبئاً ثقيلاً على أجهزة الدولة المختلفة وعلى من يسكنون المدن ويضطرون للعمل خارجها وتذوق مرارة ذلك عاماً بعد آخر . Twitter: @amalaltoaimi