وحذر إمام وخطيب المسجد الحرام من استعمال ما انعم الله به علينا من السمع والأبصار والأفئدة فيما يسخط ربه والنظر إلى ما حرم الله والإستماع إلى ما لا يحل له ومنه ما تبثه قنوات فضائية أو تنشره صحف ومجلات أو تروج له مواقع ومشاهد فإن ذلك قابل النعم بأقبح مقابلة وكان ممن بدل نعمة الله كفرا متناسيا أن العينين تزنيان وزناهما النظر وأن الأذنيين تزنيان وزناهما الاستماع وبذلك قد باء بغضب من الله واستحق بذلك عقوبة المعصية إذا أصر عليها ولم يتب منها وهى توجب القطيعة بين العبد وربه تبارك وتعالى كما قال أبن القيم رحمه الله " إذا وقعت الوقيعة انقطعت عنه أسباب الخير واتصلت به أسباب الشر " فأي فلاح وأي عيش لمن انقطعت عنه أسباب الخير وقطع بينه وبين وليه ومولاه الذي لا غنى عنه ولا بد له منه ولا عوض له عنه واتصلت به أسباب الشر . وقال الشيخ أسامة خياط ان القطيعة بين العبد وربه تزيل النعم وتحل النقم فما زالت عن العبد نعمة إلا بذنب ولا حلت به نقمة إلا بذنب وأنها تغلظ القلب وتضعفه وتعمي البصيرة وتسقط الكرامة وتصدر النفوس وتحقرها وتسلب صاحبها أسماء المجد والشرف وتمحق البركة من الماضي والرزق والعلم وهذا شأن المعاصي كلها وأثرها في حياة العبد وضررها علىدينه ودنياه . وحذر فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامه خياط المسلمين وفي المدنية المنورة دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ حسين ال الشيخ المسلمين إلى تقوى الله عز وجل متحدثا عن الفتن في بلاد المسلمين. وقال فضيلته في خطبته "تحيط بالمسلمين فتن عظيمة ومحن جسيمة ,ألا وإن أعظم الفتن وأشدها خطرا وأكبرها ضررا هذه الفتن التي تقع في كثير من مجتمعات المسلمين اليوم من اختلاف الكلمة وتفرق الصف وانتشار الأحقاد والبغضاء بسبب التكالب على هذه الدنيا حتى وقع في ذلك الشر المستطير والضرر الكبير على البلاد والعباد نال الأمن والأمان وأصاب الانفس والأموال , فتن سببت إزهاق الأرواح وانتهاك الأعراض وسلب الأموال حتى أن رفع بعض المسلمين السلاح ,وصدق عليهم قوله صلى الله عليه وسلم (لاترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض). وأوضح فضيلته أن أعظم الضمانات وأسباب الوقاية من شرور الفتن تكمن في التمسك بالثوابت والأسس والحرص على المبادئ والأصول التي جاء بها الشرع المطهر, ليحصل الضمان الأعظم لتوخي أخطار الفتن ودفع الشرور والأخطار ,قال تعالى (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) ,فالقيام بمقتضى توحيد الخالق والإيمان والعمل بتطبيق شريعة رب العالمين سبب للوقاية من الفتن ، مذكرا بوصية رسولنا صلى الله عليه وسلم (احفظ الله يحفظك ). وقال الشيخ حسين آل الشيخ إن من الاسس التي يجب الحفاظ عليها عن حدوث الفتن أن نقوي رابطة الاخوة الايمانية بيننا وأن نعلم أن أوثق عرى الايمان الحب في الله , ومعرفة الحقوق للحاكم والمحكوم التي متى حفظت من الجانبين عم الأمن والرخاء ,وبالتهاون في هذه الحقوق تحصل الشرور وتقع الاخطار مشيراً إلى أن على الحاكم في كل بلد أن يقوم بواجب الامانه والمسئولية بإخلاص وصدق ومراقبه لله سبحانه وتعالى. وأضاف إن على الحكام جميعا أن يسيروا في الرعية في بلاد المسلمين بقاعدة العدل بمبدأ الانصاف أو بتمكينه في بلدانهم بشتى صور ومختلف اشكالة ,فبالعدل يأمن الحاكم ويأمن المحكوم وبالظلم يعم الشر على الجميع وينتشر الفساد وتحل بالقلوب البغضاء والأحقاد .