وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالبدء بتنفيذ التوسعة الجديدة للمسجد النبوي الشريف، بعد أن اطلع على التعديلات ووقع على خريطة التعديل. ويأتي التوجيه في اطار اهتمام خادم الحرمين الشريفين وحكومة المملكة بايلاء الحرمين الشريفين وزوارهما جل الاهتمام والعناية حتى أصبحت هذه احدى ميز ثقافة الحكم في هذه البلاد. وشهد المسجد النبوي الشريف في مدينة الرسول -صلى الله عليه وسلم- والمسجد الحرام في مكةالمكرمة، توسعات نوعية وبمساحات واسعة ومتعددة منذ تأسيس المملكة حتى اليوم. ويتوج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز توسعات والده واخوانه وخلفاء المسلمين، رحمهم الله، لمسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم- بتوسعة جديدة ترفع استيعاب عدد المصلين في المسجد النبوي الشريف إلى مليون وستمائة مصل في وقت واحد. وهذا عدد تاريخي يجعل المسجد يوازي مساحة مدينة تقريباً. إضافة إلى الأعمال الخدمية الهائلة التي خصصت لخدمة المسجد وزواره. وسيخلد التاريخ اسم خادم الحرمين الشريفين بهذا الانجاز التاريخي الجديد، جزاه الله خير الجزاء، ونفع بعمله البلاد والعباد، خاصة أن أعظم الأعمال وأجلها هي خدمة الحرمين الشريفين وخدمة زوارهما والتيسير عليهم، ليؤدوا مناسكهم وزياراتهم بأمن وطمأنينة وراحة ويسر. وهذا نهج المملكة فهي أمينة البيتين الشريفين، مثلما هي أمينة للأمة الإسلامية، وللعقيدة الإسلامية، وأمينة لبني الإنسان، تمسكاً بما جاء في القرآن الكريم وهدي سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي بعثه الله رحمة للعالمين لتعم رسالته أرجاء الدنيا وجوانب الأرض. وصدع خادم الحرمين الشريفين بالأمانة حيث رعى جهوداً لمد كلمة الله إلى أرجاء الأرض، وقدم، حفظه الله، الإسلام إلى العالم، كما هو، دين رحمة وعدالة وتقوى وتعاون بين الناس على البر ودفعاً للإثم والعدوان. وأثمرت جهوده، حفظه الله، عن تنظيم لقاءات تاريخية عالمية لحوار اتباع الديانات والعقائد وأسس مركزاً يرعى هذا التعاون من منطلق إشاعة السلام والمحبة بين الناس، كما أمر الله تعالى في كتابه الكريم، وكما أرشد الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين وأئمتهم وعلماءهم وولاة الامر منهم. فهنيئا لخادم الحرمين الشريفين بأدائه هذا الواجب العظيم الذي سيجد له مكانة بارزة في تاريخ عمارة المسجدين الشريفين بطول الزمن القادم. ومباركة هذه اللفتة التاريخية لمسجد الرسول، وستلهج ألسنة الزائرين بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين ولبلادنا بالبركات، خاصة أن توسعة المسجد النبوي تأتي بعد التوسعة التاريخية للمسجد الحرام. وهنيئاً لبلادنا بأن قيض الله لها قادة يحرصون على خدمة الحرمين الشريفين مثلما يحرصون على أن يشيعوا العدل بين الناس، ويمدوا الأيادي البيضاء بالخير والسلام والغوث، وأن يرسوا منهاج الحكم الرشيد الذي يقود البلاد إلى مراتب العزة والمكانة والشرف ونظافة اليد والقول والفعل والضمير.