رعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله مساء أمس حفل وضع حجر الأساس لمشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتوسعة وعمارة المسجد النبوي.وكان في استقبال الملك المفدى لدى وصوله مقر الحفل معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس و معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري ومعالي وزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف ومعالي نائب الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي الشيخ عبدالعزيز الفالح والقائمون على المشروع . وفور وصوله – أيده الله – اطلع على مجسمين للمشروع ، واستمع إلى شرح عنه من معالي وزير المالية .بعد ذلك تسلم خادم الحرمين الشريفين هدية تذكارية بهذه المناسبة من معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.وبعد أن أخذ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود مكانه في الحفل المقام بهذه المناسبة بدأ الحفل الخطابي الذي حضره صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بآيات من القرآن الكريم .ثم ألقى معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس كلمة قال فيها : الحمدلله موصولاً كما وجبا والشكر لله من أعطى ومن وهبا وصلوات الله وسلامه على سيد الأولين والآخرين, ورحمة الله للعالمين, نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم صلى عليه إلهي كلما بزغت شمس وماحنت الأرواح للحرم وعلى آله الأطهار وصحابته الأبرار, المهاجرين منهم والأنصار, والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظكم الله وأيدكم بتوفيقه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع. أصحاب السمو والفضيلة والمعالي والسعادة أيها الحفل الكريم أيها الجمع النظيم. لشدما يسعدني أن أزجي لكم سلاماً عاطراً أرجاً مضمخاً عبقاً: فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته. سلام عليكم كالأزاهير نشره يطيب فيكم منطقي والمعانيا أما بعد: فإنها لمناسبة إيمانية غراء, وليلة تاريخية بلجاء, وسانحةٌ مباركة تعانق في ألقها الجوزاء, لطفت حواشيها, وتألقت براعيها وواشيها, كيف لا .. وأجواء الإيمان تحفها, ومحاور الشرف تزفها, في شرف المكان والمكانة, والزمان والمناسبة, وشكر المولى على ملحمة التوحيد والوحدة بتأسيس هذا الكيان الشامخ والبناء الراسخ, وفي رحاب طيبة الطيبة . بطيبة رسم للرسول ومعهد منيف وقد تعفو الرسوم وتهمد وفي المدينة النبوية المنورة, لازالت بالرحمات والبركات مسورة مهاجر المصطفى الهادي ومضجعه .. ومعقل الشم إن أنف الوطيس حمى وأضاف معاليه يقول : ” خادم الحرمين الشريفين: طبتم وطاب ممشاكم, رحمات الله تحفكم وتغشاكم, قدمتم خير مقدم, وغنمتم أفضل مغنم, وأنتم تتفضلون في هذا اليوم الأغر بوضع حجر الأساس المنيف لأعظم توسعة عرفها التاريخ للمسجد النبوي الشريف, فياله من قرار حصيف, وعمل جليل شريف, في ظل عهد مشرق وريف, جعله الله لكم في الدنا خيراً وذكرا, وفي العقبى أجراً وذخرا. أيها المحفل الكريم: إن من آلاء الله تعالى ما أفاءه جل وعلا على بلادنا الغالية بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية من نعم لا تعد ولا تحصى فقد حباها نعماً غزار, وأولاها شرفاً مدرارا, وإن من أولى النعم, وأعظم المنح والمنن فضلاً منه سبحانه, أن جعلها مهبط الوحي, ومنبع الرسالة, وقبلة المسلمين, ومثابة للناس وأمنا, منها أشرقت أنوار التوحيد والسنة وعمت الأرجاء, وأضاء سناها جميع البقاع والأنحاء. إلهي خصها وقد اصطفاها وأرسل للبرية مصطفاها ومنها شع إسلام حنيف أنار الأرض حتى منتهاها كما من عليها سبحانه بولاة أمر أفذاذ أماجد نبلاء, أماثل كرماء, تتابعو في عقد وضاء, ونجابة شماء, منذ أسسها الإمام الملك الصالح عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله. بيض الوجوه كريمة أحسابهم شم الأنوف من الطراز الأول فيهم أرومة مباركة, وذؤابة سامية سامقة, من العقود الدرية, أصحاب المناقب العلية والمكرمات الندية, إلى العهد الزاهر, الخصيب الباهر, عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه. صاحب الهمة العالية والنفس المتفانية والقرارات العظيمة والمشاريع العملاقة الجسيمة. أقمتم شرعة الإسلام حكما وصنتم نهجه دنياً ودينا فعم الأمن والاستقرار والرخاء, وانتشر الخير والنماء والهناء, فالدار عامرة, والأرض زاهرة, والسبل باهرة والسحب ماطرة والأمن منتشر والخير مدرار, فالحمد لله والشكر له على ذلك أولا وآخرا وباطناً وظاهرا في الوقت الذي تعيش فيها أمتنا فتناً وأزمات ومحناً ومتغيرات (( أولم يروا أنا جعلنا حرماً آمناً ويتخطف الناس من حولهم )). خادم الحرمين الشريفين – حفظكم الله ورعاكم – لقد أتحفتم الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها بقرارات حكيمة ومشروعات عظيمة يأتي في طليعتها وذروتها توسعة الحرم المكي الشريف هذا المشروع العملاق الذي يتحدث عن نفسه ويبدي وسم قدحه لكنكم – حفظكم الله – أبيتم إلا أن تزيدوا مجدا في معاليه وتعطفوا عليه بثانية حيث أمرتم بتوسعة شاملة كبرى لثاني الحرمين الشريفين المسجد النبوي الشريف ومهبط الوحي المنيف فأثلجتم الصدور وبعثتم السرور وأدخلتم على نفوس المؤمنين البهجة والحبور وأنفقتم بسخاء وبذلتم بيد معطاء فلا حرمكم الله ثواب المنفقين الكرماء وجعل ما تقدمونه مثاقيل في موازين حسناتكم. ويا بشرى لكم هذه التوسعة الشاملة ومنظومة الخدمات المتكاملة لمسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم في سنة حسنة أحييتموها وصدقة مباركة أجريتموها ونفقة مخلوفة بذلتموها جعلها الله لكم في موازين صالح أعمالكم وإذا كان الشرع المطهر قد رتب الهدى والإيمان والتقى والجنان لمن بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاه فكيف بالحرمين الشريفين أشرف المساجد وقبلة كل راكع وساجد إعماراً وتطويرا توسعة وتطهيرا فلله دركم وبارك الله سعيكم. ياخادم الحرمين سعيك أرشد وتقود خطوك للعلا أقدارها وسعت في الحرمين ساحات الهدى فارتاح في أحضانها زوارها خادم الحرمين الشريفين: لقد أمرتم – حفظكم الله – بهذه التوسعة الشاملة الكبرى التي تعد أكبر توسعة في التاريخ للمسجد النبوي الشريف كما وجهتم – رعاكم الله وأيدكم – بسرعة التنفيذ والإنجاز ليتحقق التميز والإعجاز وليكون العمل على مرحلة واحدة دائمة مشمخرة بعدما كان مقرراً تنفيذها على ثلاث مراحل وتشمل هذه التوسعة التاريخية مسطحات بناء إجمالية تقدر بحوالي مليون متر مربع مع إضافة بوابة رئيسية للتوسعة الجديدة بمنارتين رئيسيتين وأربعة منارات جانبية على أركان التوسعة والساحات وبطاقة استيعابية تسع مايزيد على مليون وستمائة ألف مصلٍ بفضل الله مما يوفر أماكن للصلاة بالأدوار المختلفة تقدر بأكثر من ثلاثة أضعاف المساحة الحالية وقدرتها الاستيعابية لتأتي متواكبة مع تزايد أعداد الحجاج والمعتمرين والزائرين الذين سيودعون بهذا المشروع التأريخي مشكلة الزحام إلى الأبد – إن شاء الله – وسيكون لهذه الانجازات التاريخية بإذن الله أثرها الإيجابي البالغ في أداء الحرمين الشريفين رسالتهما الإسلامية العظيمة في نشر الخير والأمن والوسطية والاعتدال والسلام والمحبة والتسامح والحوار والوئام مع يقيننا الذي لا يتزعزع أن عزنا بعقيدتنا وفلاحنا بشريعتنا ووحدتنا بتوحيدنا وأمننا بإيماننا ونصرنا بإتباع كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم ومنهج سلفنا الصالح وطاعة ولاة أمرنا (( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )) متمسكين بأصولنا وثوابتنا مستثمرين معطيات عصرنا وتقاناته لخدمة رسالتنا العالمية الإسلامية الحضارية وفي ذلك سر نهضتنا وإكسير حضارتنا. ولاغرو فأمتنا خير أمة أخرجت للناس ونحن أمة العدل والوسط والقسطاس (( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس )) ورسولنا المصطفى النعمة المسداة والرحمة المهداة (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )).