كم هو عدد الأكاذيب التي يؤلفها بعض الرجال على النساء في حياتهم ؟ ومن هو ذلك الكاذب ؟ الذي تخرج كذباته عن تفاصيل الحياة العابرة إلى تفاصيل المشاعر المستوطنة في الروح . تلك الأكاذيب التي تهز كيان المرأة وتتحول فيها دنياها من متسعٍ رحيب إلى ضيقٍ يوازي خرم إبرة . ومن هي تلك المرأة التي تتأثر بأكاذيب تتعلق كلّ واحدة منها بإمرأة أخرى أو نساء أخريات !يعبرن في حياة رجل هو زير نساء .. رجل لعوب لا يكتفي بإمرأة واحدة ! وليس ذلك الرجل الذي يحترم واحدة ويتعلق قلبه بأخرى على غفلة منه فيُؤثر الصمت احتراماً لذاته واحتراماً لمن وهَبَته حياتها . تقطر المرأة خلاصة حياتها .. أيامها .. لحظاتها وتحفّظها كقارورة عطر لشخص واحد ويا لِسوءِ حظها إن كان من تُحب كاذبا متورما بذاته يهيم عِشقاً بها فلا يرى سواها ويُدمِن الأخذ من الآخرين ويعطيها يصدق معها ويمارس كلَّ الأكاذيب معهم ! فمن كانت اليوم ضياءَ ناظِرَيه هي في الغد حجرٌ ثقيل يُطبِق على صدره ، ومن يبادلها اليوم كأس الحياة الهانئة سيسقيها غداً كأساً من السُّم الذي تركزت فيه الخيانة .عندما يكون الرجل لعوباً لا يعني ألّا تحبه إمرأة ما من بين كلّ النساء اللاتي مررن بحياته كمحطات يعْبرْهن متنقلاً من واحدة لأخرى . إن من تحب هذا النوع من الرجال هي امرأة أوقعها حظها السيئ في يد من لا يُقيم للمشاعر وزناًبقدر تقديره للتغيير والتجديد مع نساء أخريات . هذه المرأة عندما تحب رجلاً لا تحتمل خديعته التي استترت زمناً وباغتتها لتصيبها في عمق مشاعرها وأكثرها صفاءً . خديعة موجعة تكشفها خيانته وهوائية مزاجه النسوي ، وحينذاك تدرك بأنها كانت مجرد ورقة أسقطها الخريف المستمر في عقل وقلب رجل شارد حتى من عواطفه التي لا يحسن الانصات إليها ولا امتلاكها فهي تتفلّت منه ولها في كل حين اتجاه آخر يشدها الجديد المبهر بلونه وشكله ولا يقيم لحقيقة الجوهر وزنا . لا تدخلي وسددت في وجهي الطريق بمرفقيك وزعمت أن الرفاق أتوا إليك ! أهم الرفاق أتوا إليك ؟ أم أن سيدة لديك ؟ وصرخت محتدماً قفي ... لا تعتذر أبداً ولا تتأسف أنا لست أسفة عليك لكن على قلبي الوفي قلبي الذي لم تعرف. وهنا يضع نزار قباني يده على جرح تلك المرأة ومكمن وجعها حين يواجه الحب بالخيانة وحين تتساقط المشاعر مضرّجة بدماء اللوعة والقهر . هنا يتعاظم الحزن عند المرأة لا من أجله ولا عليه بل على مشاعرها وقلبها الذي استأمنته عند من لا يؤتمن . عند من لا يتعامل مع القلوب فلا يعرفها ويجهل كيف يترفق بها . تذهب واحدة وتأتي أخرى بأمر من عهر روحه قبل جسده وإن كان صاحب تلك الروح لا يشعر بخِزيٍ من ذلك ،فالحال ليس كذلك عن من آحبته وخرجت من حياته بصفاقةٍ عنيفة بعد أن كانت أحلامها كِبارا. يامن وقفت دمي عليك .. وذللتني ودعوت سيدة لديك .. ونسيتني من بعد ما كنتُ الضياء بناظريك ... ستردد القصص التي أسمعتني ولسوف تخبرها بما أخبرتني وسترفع الكأس التي بها جرّعتني كأساً بها سمَّمتني حتى إذا عادت إليك نشوى بموعدها الهَني أخبرتها أن الرِّفاق أتَوا إليك !! تقطر المرأة خلاصة حياتها .. أيامها .. لحظاتها وتحفّظها كقارورة عطر لشخص واحد ويا لِسوءِ حظها إن كان من تُحب كاذبا متورما بذاته يهيم عِشقاً بها فلا يرى سواها ويُدمِن الأخذ من الآخرين ويعطيها يصدق معها ويمارس كلَّ الأكاذيب معهم ! فمن كانت اليوم ضياءَ ناظِرَيه هي في الغد حجرٌ ثقيل يُطبِق على صدره ، ومن يبادلها اليوم كأس الحياة الهانئة سيسقيها غداً كأساً من السُّم الذي تركزت فيه الخيانة . يزيح الجميع من طريقه ولا تبقى إلّا رعونته ومن أحبها بالأمس يُخبرها مجدداً بكذبة الرِّفاق المعتادة ، والفراشة الجميلة سينفِضُها عنه كذُبابة . مثل هذا الرجل الضائعِ يستحق رسالةً من امرأة تبدو في نهاية جولاته النسائية امرأة مجهولة...