تخيلوا معي فقط أن تتاح لكم إمكانية إجراء مكالمات هاتفية غير محدودة وإرسال رسائل نصية بلا قيود، وأن تصفحوا الإنترنت «دون تحديد حجم البيانات» وكل ذلك دون الحاجة إلى عقد سنوي، وأن يكون المقابل لكل ذلك 19 دولارا شهريا أي ما لا يزيد على 72 ريالا فقط، فهل هذا الخيال يمكن أن يصبح حقيقة ؟!! ما تخيلتموه سابقا قد أصبح حقيقة فهو لم يكن سوى إعلان لإحدى شركات الاتصالات الأمريكية التي قامت برسم ملامح ثورة جديدة في هذا المجال، محاولة بكل طاقتها إرضاء عملائها ومازالت تتمنى بكل شغف وشوق كسب ولائهم وعدم جعلهم يفكرون في الانتقال لأي مشغل آخر، ولا أعتقد أن الشركة ستتكبد خسائر جراء هذه الخدمات، فهي قد قامت باستغلال مواردها والبنية التحتية أفضل استغلال، كونها اعتمدت على شبكات الإنترنت اللاسلكية، ليس في تصفح الإنترنت فقط، بل حتى في الإجراء المكالمات والرسائل النصية في حالة اتصال الهاتف بهذه الشبكة معتمدة على ذلك بأحد الهواتف العاملة بنظام «أندرويد»، وإن لم تتوافر الشبكة اللاسلكية فيقوم الهاتف بتوفير جميع الخدمات ضمن شبكة الاتصالات الخليوية المعروفة للجيل الثالث دون إضافة «سنت واحد» على العميل فهنيئا له. هل هناك أحد يستطيع حصر عدد الملايين من العملاء الذين سيتسابقون في الاشتراك بهذه الباقة في حال تبنت إحدى شركات الاتصالات المحلية تطبيق هذه الثورة الجديدة هنا ؟ بصراحة كانت هناك جملتان استفزتاني في هذا الإعلان، الأولى هي: « تصفح الإنترنت (دون تحديد لحجم البيانات)» والثانية : «أن هذا العرض لا يحتاج إلى عقد سنوي»، في الوقت نفسه أرى بعض شركات الاتصالات المحلية تفرض قيودا لم يتم الإعلان عنها للعملاء ، وحرمانهم من خدمات ومزايا عدد من الباقات في حال تحويل أرقامهم من باقة لأخرى، ليجدوا ردا باردا نصه : «إن هذه الميزة لا تتوافر إلا للأرقام الجديدة وليست للعملاء الحاليين»، وهنا تكمن فروق الاستراتيجيات بين من يحاول كسب عملاء جدد، ومن يحاول أن يحافظ على أكبر عدد من العملاء ويكسب ولاءهم له، ولكي لا أكون ذا نظرة سوداوية تجاه قطاع الاتصالات المحلي أو أظلمهم في حقهم، يجب علي الاعتراف بأن القطاع في المملكة يعتبر من أبرز وأنشط القطاعات على مستوى الشرق الأوسط في إطلاق الخدمات الجديدة وتطويرها، فالمملكة كانت الدولة الأولى التي أطلقت خدمة الجيل الرابع على مستوى المنطقة العربية والقارة الافريقية قبل أي مشغل آخر. وبالعودة إلى ما تخيلتموه في العرض السابق، فهل هناك أحد يستطيع حصر عدد الملايين من العملاء الذين سيتسابقون في الاشتراك بهذه الباقة في حال تبنت إحدى شركات الاتصالات المحلية تطبيق هذه الثورة الجديدة هنا؟ @Ahmad_Bayouni