شهدت المملكة والخليج يوم أمس ثلاث مناسبات مهمة أولها هي زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز , ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ، إلى دولة قطر الشقيقة. وهي زيارة تهدف إلى ترسيخ أواصر التعاون بين البلدين وإضافة لبنات جديدة إلى التقارب الخليجي, وتلعب المملكة وقطر دوراً رئيساً في مجلس التعاون الخليجي, وتحقيق تفاهم على مستوى عال بين البلدين يجير لصالح الطموح لتحقيق الوحدة الخليجية في المستقبل. وجاءت زيارة سمو الأمير سلمان للدوحة في أعقاب اجتماعات المجلس الوزاري الخليجي في الرياض، وفي أعقاب زيارة وزير الخارجية الأمريكية جون كيري إلى الرياض ومحادثاته مع سمو وزير الخارجية. وفي كل واحدة من هذه المناسبات جزء أساسي يصب في العلاقات الخليجية. خاصة أن المجموع الخليجي يواجه تحدياً عدوانياً سافراً من إيران التي لا تكل من التدخل في بلدان الخليج ومحاولتها لإنتاج أسلحة نووية تهدد مباشرة البلدان الخليجية. كما أن تدخل طهران في الشئون الداخلية لسوريا والعراق يعد عدواناً على الأمة العربية وتهديداً للإقليم الخليجي، لأن طهران تحول المناطق التي تحت سيطرتها تلقائياً إلى مراكز عمليات عدائية ضد الخليج العربي، وحدث هذا في العراق وسوريا ولبنان واليمن. لهذا فإن التحدي الإيراني يحتم تنسيقاً خليجياً جدياً وإعداداً للمستقبل، والزام الصديق الأمريكي بان يزيد من ضغوطه على إيران كي تمتنع من الاتجاه بالمنطقة إلى كارثة، خاصة أن النظام الإيراني تتلبسه أيديولوجيا شمولية عدوانية وربما يقدم على تهورات انتحارية غير محسوبة تدخل المنطقة في اضطرابات لا يسلم منها حتى النظام في الإيران، على الرغم من أن النظام في طهران يحاول تصدير مشاكله إلى الخارج وزرع الخوف في أذهان الإيرانيين من الخارج ليبعدهم عن التفكير بالمآسي التي يتسبب فيها النظام في الداخل الإيراني. والمملكة وقطر تستطيعان لعب دور جوهري في ترسيخ التعاون الخليجي بوجه التحديات مهما كان نوعها، وتحصين الجبهة الخليجية الداخلية هو الإنجاز الأكثر ضماناً لحماية استقلال بلدان الخليج وشعوبها ومكتسباتها ووحدتها، وإفشال أية محاولات للتفرقة بين البلدان الخليجية أو النيل منها بأية صورة كانت. وتستطيع البلدان الخليجية بصوتها الواحد أن تحدد شروط الصداقة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية أيضاً.