تتصاعد وتيرة الاحتجاجات في العراق يوماً بعد آخر، وجمعة بعد الثانية، وتشارك أعداد متزايدة في هذه الاحتجاجات، فيما قالت جريدة «صنداي تليغراف» إنه يجري اقتلاع «ديكتاتور» آخر من المنطقة العربية، وإن العراق هو الحلقة القادمة في «الربيع العربي». وبدأت الاحتجاجات في العراق من محافظة الأنبار قبل عدة شهور، إلا أن وتيرتها تصاعدت في الأسابيع الاخيرة وامتدت إلى العديد من المدن بما فيها العاصمة بغداد التي تقول «صنداي تليغراف» إنها تشهد نفس المظاهر التي شهدتها دول الربيع العربي، بما في ذلك مخيم للاحتجاج، وأعداد كبيرة من المحتجين الذين يهتفون بسقوط حكومة نوري المالكي. وأقام آلاف المحتجين مخيماً دائماً للاحتجاج في مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار، كما نصبوا مكبرات الصوت مطالبين برحيل «الديكتاتور»، في إشارة إلى رئيس الوزراء نوري المالكي، بينما تشهد مدينة بغداد مظاهرات أسبوعية بعد صلاة الجمعة تطالب بإسقاط النظام. ويقول تقرير لجريدة «صنداي تليغراف» إن مدينة الفلوجة التي يسميها العراقيون «مقبرة الأمريكان»، والتي سبق أن شهدت أعنف المعارك مع الجيش الأمريكي، وضمت أشرس المقاتلين، تشهد حالياً مخيماً للاحتجاج ضد النظام العراقي أشبه بمخيم الاحتجاج في ميدان التحرير بالعاصمة المصرية القاهرة والذي أدى إلى إسقاط نظام الرئيس حسني مبارك. ويقول العراقيون في مدينة الفلوجة إن الحكومة تتعامل معهم على أنهم «مواطنون من الدرجة الثانية». ويؤكد النائب في البرلمان العراقي حامد عبيد المطلق أن الاحتجاجات التي يشهدها العراق ضد الحكومة مدنية وسلمية، ولا تطالب سوى بالحقوق المشروعة لكل العراقيين»، بحسب ما قال للصحيفة البريطانية، مضيفاً: «كل ما نريده هو المعاملة العادلة من قبل الحكومة التي تحتكر صناعة القرار وتتعامل معنا بظلم». ويعتقد العراقيون أن قوانين مكافحة الإرهاب واجتثاث البعث يتم استخدامها ضدهم في البلاد، حيث يتم اعتقال المئات وربما الآلاف دون أية محاكمات، ويتم أيضاً قتل بعض منهم أما تحت التعذيب أو برصاص ميليشيات موالية للحكومة العراقية. كما يسود الاعتقاد في أوساط السنة العراقيين أنه يتم استهدافهم بشكل منظم، حيث تشير «صنداي تليغراف» في تقريرها من بغداد الى أن سكان منطقة الجهاد الكبيرة داخل بغداد (منطقة سنية) فوجئوا بمنشورات تحذرهم من عودة «جيش المختار»، وهو ميليشيات مسلحة إيرانية، وتتوعّد هذه المنشورات سكان الحي السني ب»عذاب عظيم». وتقول الصحيفة البريطانية: إن التحذير الذي يتلقاه البعض لم يحظ به آخرون، مثل حمزة محمد عبدالله البالغ من العمر 50 عاماً، وهو أحد أشهر العاملين في مجال التعليم بالعاصمة بغداد، حيث تم اغتياله بالرصاص بالقرب من مكتبه الواقع غربي العاصمة في وضح النهار. وقال أحد أقرباء عبدالله للصحيفة إن «مقتله ليس سوى جزء من مخطط لطرد المسلمين السُّنة من بغداد؛ لأن السُّنة هم الذين يقودون الاحتجاجات في العاصمة». ويضيف قريب الضحية عبدالله، وهو يقبّل صورته: «نحن نستطيع الثأر له الليلة أو غداً، نستطيع أن نقتل العشرات من الأبرياء، لكن رجال الدين السنة يحرمون ذلك، ونحن لن نفعل». شواحن مفخخة من ناحية ثانية ,حذرت السلطات العراقية من شواحن هواتف نقال مفخخة ملقاة في شوارع العاصمة بغداد، فيما اكد مصدر في وزارة الداخلية اصابة ستة اطفال اثر انفجار خمسة من هذه الاجهزة عثروا عليها السبت. وحذر بيان لقيادة عمليات بغداد «المواطنين من استخدام شاحنات الموبايلات بعد ان لجأت التنظيمات الارهابية الى تفخيخها والقائها في الشوارع والاماكن العامة». من جهته، اكد مسؤول في وزارة الداخلية «العثور على اكثر من خمسين شاحنة مفخخة من هذه الشاحنات مخبأة في داخل صناديق جديدة مساء السبت في مناطق متفرقة من بغداد». واضاف: ان «هذه العبوة تنفجر بمجرد فتح العلبة لاستخراج الشاحنة لوجود مادة +تي ان تي+ بكمية محدودة بداخلها وتؤدي الى جروح وحروق وتشوهات». واكد المصدر اصابة ستة اطفال على الاقل في انفجار عبوات ناسفة بشكل شاحنات للهواتف النقالة، مساء السبت في بغداد. واشار الى حدوث هذه الانفجارات في احياء السيدية والجهاد والدورة، جميعها في غرب بغداد، ومنطقة الشعب في شمال شرق بغداد. واكد مصدر في مستشفى اليرموك انه استقبل عشرة جرحى بينهم ثلاثة نساء وطفل اصيبوا بجروح جراء انفجار عبوات ناسفة بشكل شاحنة هاتف نقال. واشار الى ان الانفجارات وقعت في احياء الجهاد والسيدية. واكد مصدر وزارة الداخلية ان «الارهاب يقف وراء هذه العمليات التي غالبا ما تستهدف عامة النساء بهدف زعزعة امن واستقرار البلاد». المعارضون الايرانيون من ناحية ثانية , طالبت تنظيمات تضم ناشطين وزعماء عشائر عراقية في بيان الاحد باعادة المعارضين الايرانيين المقيمين في معسكر «ليبرتي» الذي تعرض في فبراير لهجوم صاروخي اسفر عن مقتل سبعة منهم، الى معسكر اشرف معتبرين انه اكثر امانا لهم. وكان هؤلاء المعارضون في منظمة مجاهدي خلق اكبر حركة معارضة للنظام الايراني في الخارج، نقلوا بطلب من العراق، من معسكر اشرف الذي اقيم في الثمانينات الى مخيم اقرب الى بغداد اطلق عليه اسم «معسكر الحرية» (ليبرتي). ونقل نحو ثلاثة آلاف من عناصر مجاهدي خلق نتيجة اتفاق بين بغداد والامم المتحدة في خطوة لغرض نقلهم الى بلد ثالث. وقال البيان الذي حمل تواقيع عدد كبير من من زعماء العشائر ان «سكان اشرف نقلوا الى ليبرتي (...) ضمانا لرعاية حقوق هؤلاء اللاجئين وتوطينهم في بلدان ثالثة». واضاف «لكن بعد مضي عام تبين ان هناك ليس لا توجد اي آفاق لنقل السكان الى بلدان ثالثة فحسب وإنما كانت هي خطة لتشريدهم بغية ابادتهم جماعيا». وتابعوا ان «الهجوم الصاروخي في التاسع من فبراير (...) اثبت ان ليبرتي مجزرة ليس الا». تفجير ميدانيا, أعلنت مصادر أمنية عراقية أن انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا فجر نفسه امس الأحد بالقرب من مرقدي الإمام الحسين واخيه العباس ما تسبب بإصابة أربعة أشخاص بجروح وسط مدينة كربلاء. وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية إن «انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا فجر نفسه في ساحة بين الحرمين التي تفصل مرقد الإمام الحسين عن مرقد الإمام العباس وسط كربلاء مما تسبب في حصيلة أولية في إصابة أربعة أشخاص بجروح ».