إن القاعدة الصحيحة في العمل الحكومي العام هي تقديم الخدمات الجيدة للمواطن في مختلف المستويات أو المناصب وفي مختلف التخصصات والمجالات، حيث إن جميع افراد الشعب مهما كانت وظيفتهم أو درجتهم او تخصصهم هم أساساً مواطنون وفي حاجة إلى الخدمات وهذا أمر طبيعي أن يتكامل المجتمع في احتياجاته وخدماته ليكون هناك تكافؤ وتوافق بين كافة طبقات الشعب بحيث يحتاجون لبعضهم في تقديم الخدمات ويكمل بعضهم الآخر. إن هذه القاعدة العامة والطبيعية في تقديم الخدمة الجيدة بالعمل من قبل كل موظف حكومي غير متوفرة بالشكل الصحيح في أغلب الإدارات الحكومية، مما شكل تذمرا من الجميع على الجميع فنرى أن الطبيب بالمستشفى يشتكي من الخدمات البلدية وموظف البلدية يشتكي من إجراءات المرور والعسكري يشتكي من الخدمات التعليمية، وهكذا وفي النهاية فإن الجميع يشتكي من سوء الخدمات لدى الآخر، وهذا هو الداء الذي يجب ان نعرفه ونقر بوجوده بأن الكثير من موظفي الدولة لا يقوم بواجبه في خدمة المواطن على اختلاف وتباين موقع الموظف الحكومي أو طبيعة ومستوى المواطن ،،، ومن الطبيعي إن هذه المشكلة لها ارتداد عكسي على الشخص نفسه عندما يحتاج خدمة من إدارة حكومية أخرى غير التي يعمل بها، وهنا يصدق المثل الشعبي (ما سويت سوى بك) وبمعنى آخر عندما يتخلى الكثير عن مسئوليته وحسن أدائها فإن الضرر يكون جماعيا ويرجع على الشخص نفسه في مكان أو موقف آخر ، وهذا الخلل والتقصير لا يرغب أي شخص أن يعاني منه عند طلبه لأي خدمة عامة . هذا هو الداء الذي يجب ان نعرفه ونقر بوجوده بأن الكثير من موظفي الدولة لا يقوم بواجبه في خدمة المواطن على اختلاف وتباين موقع الموظف الحكومي أو طبيعة ومستوى المواطن إن تنمية مفهوم تقديم الخدمة الجيدة من قبل الموظف الحكومي ينبغي العمل على تأسيسها وترسيخها لدى جميع الأشخاص الذين يعملون في القطاع العام تحديداً، لأن كافة افراد الشعب في حاجة لهم بصورة أو بأخرى وأن مبدأ خدمة المواطن بالشكل الصحيح أمر يجب القيام به لكي تتكامل المصلحة العامة للجميع ويكون كافة الأشخاص مسئولين عن القيام بمهام وظيفتهم الحكومية التي كلفوا بها لغرض أن يتمتع أفراد الشعب كافة بالراحة وحسن الحصول على حقوقهم .. وإلى الأمام يا بلادي.