[مبدأ الثواب والعقاب] إن الإنجازات الكبيرة التي حصلت خلال العقود الماضية في تطور البلاد من خلال إقامة المنشآت العمرانية والصناعية والخدمية وغيرها تستحق التقدير والشكر لأبناء الوطن ( رجال ونساء) الذين قاموا على هذه الإنجازات وعملوا بجهود متواصلة لتحقيقها بغرض تحسين وتنمية الوطن، وكذلك خدمة ورفاهية المواطن وتزويده بما يحتاج من متطلبات معيشية تحقق المورد المالي المناسب والراحة والأمن والاستقرار والخدمات الاجتماعية التي يحتاجها الشعب في حياته اليومية. لذا يتطلب الأمر التوقف والنظر بحرص واهتمام للمتميزين من أبناء الوطن الذين عملوا باخلاص كي يكافئوا على جهودهم وانجازاتهم الجيدة التي قدموها للوطن بعملهم ونشاطهم لسنوات في القطاع العام ( حكوميا وشبه حكومي )، حيث إن وضع النظام العام في العمل الحكومي في المملكة يساوي بين الموظفين بالرواتب والعلاوات السنوية والدرجات بالسلم الوظيفي، ولا يوجد غالباً تميز كبير وواضح بين الموظف النشيط والمبدع وزميله الموظف في نفس الإدارة المقصر الذي لا يقوم بواجبه المطلوب، بل حتى أحياناً يكون مسيئا وغير مخلص في أداء عمله، ومن هذا المنطلق نحتاج لتطبيق مبدأ ( الثواب والعقاب ) كي يكافأ ويقدر الموظف الذي يبذل ويجتهد ويعمل للوفاء بواجبه المهني الذي يخدم من خلاله المواطن ويسعى جاهداً لتعمير وتنمية البلاد، وهذا ينطبق على أي موظف مهما تكن درجته الوظيفية أو مسئوليته العملية، لأن الكل يقوم بواجبه حسبما أوكل إليه. فالمدير العام مسئول عن إدارة العمل وتنظيمه، والحارس مسئول عن الممتلكات وحمايتها، وهكذا تتوزع المهام على الجميع ليقوم الكل بواجبه المطلوب منه نظاما وعرفاً. من هذا المنطلق نحتاج لتطبيق مبدأ ( الثواب والعقاب ) كي يكافأ ويقدر الموظف الذي يبذل ويجتهد ويعمل للوفاء بواجبه المهني الذي يخدم من خلاله المواطن ويسعى جاهداً لتعمير وتنمية البلاد أما الموظف المخل بعمله والمقصر في أداء واجبه فيجب أن (يعاقب) ولا يترك دون حساب ولا مساءلة تردعه عن الاستمرار بطريق التقصير، لأنه يسيئ للعمل ويضر خدمة المواطن ويعيق تنمية البلاد، وكذلك حتى لا يكون عينة سيئة لبقية الموظفين الذين يتأثرون بسلوك الموظف المقصر أو قد يتساءل بعضهم : لماذا لا يعاقب وهو غير ملتزم بواجبه الوظيفي والمهني ؟ مبدأ العقاب يجب أن يطبق على أي شخص مهما تكن طبيعته أو حجم مسئوليته أو «واسطته ومعارفه». إن تطبيق مبدأ الثواب والعقاب بصورة واضحة ومنظمة وجادة للموظفين بالقطاع العام سوف يزيل الكثير من العوائق والمحبطات أمام شبابنا الذين يعملون في القطاع العام، وسوف يحفزهم على العمل والنشاط أكثر لخدمة وطنهم وإلى الأمام يا بلادي