تقدم الزميلة الكاتبة سكينة المشيخص في أول كتبها الصادرة عن نادي تبوك الأدبي بالتعاون مع دار مدارك للنشر بعنوان «شواهد لا مشاهد بعيون أنثى» رؤية عميقة لحزمة الحراكات الأخيرة في العالم العربي في سياقاتها الفكرية والثقافية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية، حيث تؤكد أن العقل الاجتماعي العربي هو الأساس، في الواقع، لكل متغير ثقافي أو سياسي وبالتالي وبصورة نسبية، اقتصادي. مشيرة الى أن التحولات الأخيرة تعزز حضور ذلك العقل وتأثيره على السلوك الحضاري المعاصر الى جانب التأثير على العقل السياسي والأخلاقي. وهي حزمة متكاملة في دراسة الوقائع ولا بد من استقصائها بصورة تعادل موضوعية البحث أو الدراسة العميقة لجوهر المتغيرات. وتقول المشيخص في مقدمة كتابها إنها كغيرها تابعت وعلى مدار السنوات الماضية كثيرا من فصول وتفاصيل الحراك العربي وكان للعقل الاجتماعي دوما حضوره البارز في قيادتنا الى المحطة العقلية الراهنة. وتأثير ذلك العقل بدا جليّا في منظومة السلطة وإعادة صياغة الدولة الوطنية الحديثة، ورغم الحاجة الى تطبيقات القومية في بناء الدولة إلا أن ذلك لا يبدو مثيرا للاهتمام في ظل التحولات التي يعيشها الإنسان العربي الذي يتعرض لتركيز قوي تجاه قضاياه المصيرية في بناء الدولة وتنظيم شغل العقل الاجتماعي. وترى الكاتبة أن الثابت من خلال ما حدث أن الجماهير ومن خلال العقل الاجتماعي أصبحت لها سطوة ونفوذ في بنية الدولة أكثر من تأثير العقل السياسي. واختلال المعادلة يعيد موازنة كثير من القضايا وتأسيس الأولويات بحسب الحاجة الجماهيرية لأن المجتمعات أصبحت تتقدم كثيرا وبالتالي يتحرك العقل الاجتماعي بصورة أكثر تأثيرا ما ينتج وضعا ثقافيا وسياسيا يعيد بناء العقل السياسي ويحدد توجهاته.