يقول أحد العلماء: (لا بد أن يفوق إيماننا بسلامة تفكيرنا أيّ اعتقاد آخر) . إن سلامة تفكيرنا تنبع من التمسك بمبادئ ديننا الحنيف ، وكذلك التربية السليمة التي ننشئ أولادنا عليها ، وتعليمهم كيفية اتخاذ الخيارات الصائبة ، ولا بد أن نعلم أن الثقة بالنفس هي التي تعين على الجرأة ، وكذلك تشكل مع التمسك بالمبادئ الدينية والتربية السليمة القالب الذي يوفر أفكاراً سليمة وقدرات فاعلة ، كما يجب على كل فرد أن يتمسك بفكرة أنه لن يفعل إلا ما يفيد ويناسب امكانات الفرد ، حيث إن الله لا يكلِّف نفساً إلا وسعها ، ولا يمكن للإنسان أن يقوم بدورٍ لا تتوافر له الإمكانات على القيام به . لقد وصف العديد من عظماء عصرنا -(ممن حققوا انجازات باهرة)- بالجنون عندما أعلنوا عن أحلامهم أو قدرتهم التي بنوا عليها مستقبلهم فيما بعد . فقد سخِروا من معظم أفكار (توماس إيدسون) بل انها وصفت بأنها مستحيلة ، ولكنه تمكّن من النجاح في ابتكاراته واختراعاته التي منها المصباح الكهربائي والعديد من الابتكارات الأخرى ، إن الرابط المشترك الذي كان يجمع كل هؤلاء هو إيمانهم العميق بهدفهم وشجاعتهم في الثقة بأنفسهم . والاختلاف الوحيد بيننا وبين هؤلاء الأشخاص هو أنه قد تم بالفعل تسجيل إنجازاتهم . بينما لا يزال البعض منّا يسعى في طريقه لتحقيق الإنجازات . لقد وصف العديد من عظماء عصرنا -(ممن حققوا انجازات باهرة)- بالجنون عندما أعلنوا عن أحلامهم أو قدرتهم التي بنوا عليها مستقبلهم فيما بعد . إننا جميعاً - وأنت كذلك - نمتلك إمكانات ، وما عليك إلا أن تبدأ بفتح الطريق من خلال الثقة بالنفس : والثقة بالنفس هي إيمان داخلي ، وشعور راسخ بالتأكد من أنك تمتلك كل المقومات اللازمة لإنجاز أي مهمة تسعى لأدائها ، إنها عبارة عن شعور فريد وقوي يأتي كنتيجة لإدراكٍ كامل بالقدرة على الاعتماد على الذات ، وكلّنا نولَد وبداخلنا إحساس الثقة ، فهو إحساس فطري وطبيعي في كل البشر ، ولهذا فإننا نجد الأطفال واثقين من أنفسهم ، بل وأقوياء ،فلو لم يكن لدى الطفل الصغير شعور بالثقة لَما حاول أن يقف . وتأتي التجارب العملية لتعلِّمنا أن هناك أشياءَ تعجز عنها قدُراتنا ، وقد يتقلص مخزوننا من الثقة مع وصولنا إلى مرحلة النضج لدرجة نجد مشقةً في البحث عنها للاستفادة منها ، إذاً فكيف السبيل إلى العودة للثقة مرة أخرى ؟ هناك طريقتان لاستعادة الثقة الفطرية المفقودة : الاستكشاف الداخلي والاستكشاف الخارجي ، فقد كان سقراط يؤمن بالدور الفعال للمعرفة الداخلية ، بينما كان أرسطو يؤمن بضرورة وأهمية الاكتساب الخارجي بالنمو والتعلّم ،وكلاهما على حق لأن سقراط كان يخاطب الروح ، أمّا أرسطو فكان يهتم بالعقل ، من أجل تقوية المعارف الداخلية لا بد أن تتحقق نجاحات صغيرة كوسيلة لإعادة تشييد ما تم هدمه ، ولتتخيل مثلاً ،أن مهمَّتك هي بناء منزل ، قد تبدو لك هذه المهمة شاقةً وعسيرة ، والحل السحري هنا ،هو أن تبدأ بشيء صغير كوضع لبِنة واحدة مثلاً ، وعندما تنجح في ذلك تكون قد بدأت في بناء الثقة ، وتأتي اللبنة الثانية والثالثة لتزيد من هذه الثقة ، وعندئذ تبدأ في الاستفادة من هذه الدفعة وتحوّلها إلى احساس يهتف من أعماقك ويقول (أستطيع فعل ذلك) ، ولكي تزيد وتكمل الإحساس بالإنجاز الذي يبدأ في الظهور بداخلك مرة أخرى فستحتاج أيضاً إلى الدعم الخارجي والاستشارة الخارجية ، ولتنظر حولك كما يقول أرسطو ، انظر إلى هؤلاء الذين حققوا نجاحاً قبلك واستمد الثقة منهم . تعلم من انجازاتهم وأخطائهم ، وانظر إليهم على أنهم نماذج مثالية ، وانظر إلى إنجازاتهم على أنها مرايا لما تريد تحقيقه من إنجازات ، عندما تثق بنفسك فستكتشف حقيقتك ، وعندما تحترم حقيقتك فستتمكن من معرفة طريقك الصحيح . وسوف يقودك اتباعك للطريق الصحيح إلى حلم النجاح ،والذي سوف يجذب عقلك ويوقد الحماس ويجعل هناك إمكانية لتحقيق كافة الأهداف المرجوة.