احتضنت العاصمة الرياض لقاء القمة بين قطبي الكرة السعودية على كأس ولي العهد، وكان اللقاء قمة في كل شيء من متابعة إعلامية قبل اللقاء من حضور جماهيري كبير متحضر، ومستوى لعب مشوق امتد أكثر من 120 دقيقة. هذا اللقاء الذي شرفه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد قدم أفضل صورة للتنافس الشريف بين قطبي الكرة السعودية عاكسا صورة مشرفة وراقية للكرة السعودية، راعي الحفل الكريم لم يرض بأن تحرم الجماهير الرياضية التي تشاهد هذا اللقاء من حقها في متابعة مجريات المباراة لنقل مراسم وصول سموه لأرض الملعب - حسب تصريح سموه - وعاتب القناة الرياضية على ذلك، ووجه سموه بعدم تكرار ذلك في المستقبل، مؤكداً أهمية استمرار النقل التليفزيوني للمباراة حتى يتمكن المشاهدون من متابعة مجريات المباراة. هذه اللفتة الكريمة غير مستغربة ممن يملك روحا وأخلاقا سعودية عربية مسلمة مثل ما يملكه هذا الأمير الكريم، الذي يحرص على خدمة المواطن والتوجيه بكل ما يسهم في رقيه وتطويره وبالذات فئة الشباب الذين هم عصب الأمة. وما قامت به إدارة النصر بقيادة الأمير فيصل بن تركي والجهازين الإداري والفني وجميع لاعبي النصر من الذهاب لغرفة الملابس الهلالية لتقديم التهنئة لهم بتحقيق هذه البطولة، لسنة حسنة تقودنا لتعزيز الروح الرياضية وتنبذ التعصب والتفرقة بيننا، ولتكون هذه الخطوة نبراسا يقتدي به باقي الفريق، فالتنافس داخل المستطيل الأخضر ينتهي بنهاية اللقاء. في خضم هذه الأحداث التي تسمو بالروح الرياضية والأخلاق الحميدة الأصيلة التي تعكس المعدن الحقيقي الأصيل، يظهر لنا بعض التصرفات والتعليقات النشاز التي تعكر صفو هذه الصورة التي تعكس الأجواء الأخوية، لتزرع بذرة التفرقة وتعزز روح التعصب البغيض. فما قام به الصحفي الزميل - للأسف - وفي المكان المخصص للصحفيين من الاستهزاء والتشمت واستفزاز لاعب النصر حسني عبد ربه له تصرف بعيد كل البعد عن الروح الرياضية وعن الأمانة المهنية التي خوله له بالتواجد في هذا المكان..! فهذه الأمانة تحتم عليه أن يتجرد من ميوله وألا يكون مجرد مشجع أعماه التعصب، لكن للأسف أنت صحفي. وما حدث لأحد الزملاء الصحفيين المتميزين من فقدانه ابنه في خضم خروج أفواج الجماهير الهلالية والنصراوية التي خرجت متحدة دون فواصل أو حواجز تفصلهما لتعكس مدى الرقي الذي تتمتع به هذه الجماهير وما تملكه من روح رياضية عالية، واستغرق زميلنا أكثر من ثلاث ساعات للبحث عن ابنه، واستخدم التويتر لعل أحدا من المغردين يساعده ولو بالدعاء وهو ما حدث من جماهير الهلال والنصر معنا، لكنه تفاجأ بتغريدة تخلو من الروح والأخلاق الإنسانية، المصيبة أنها من زميل صحفي آخر، فأين الأخلاق المهنية الصحفية..؟ للأسف أنت صحفي. وآخر يغرد مستهزئا وشامتا بدموع طفل نصراوي صغير بكى في أحضان أبيه على ضياع بطولة كانت يعدها هذا الصغير قريبة، ويعتبر ان فريقه كان الأولى بها لما شاهده من عمل يقوم به أبوه وثقة فيمن يعملون مع أبيه.. هذه التغريدة تعكس مدى التعصب الأعمى الذي يختلج في نفس هذا الصحفي، فقد خجل من أن يغرد بها المشجع العادي، لأنه يعلم ما ستتركه مثل هذه التغريدة من أثر يعزز ما ننادي بنبذه ونبذ كل من يعزز التعصب الأعمى ولو بتغريدة، لكن للأسف أنت صحفي. بعضهم يعتقد أنه يحق له ان يغرد بما يشاء وكيفما يشاء .. هل نسي هذا المغرد المحسوب على الصحافة والصحفيين بأننا نحمل "أمانة الكلمة ".. فلا تختلف هذه الأمانة عما نقوله في الصحافة والإعلام عما نقوله في وسائل الاتصال الحديثة ( الفيس بوك، وتويتر، ..... )، وإلا سنعاني انفصاما في الشخصية.. أو إننا سنكون نكذب على المتلقين، ووقتها يحق لهم القول: ( للأسف أنت صحفي ). فأمانة الكلمة مسئولية اخترنا تحملها، ويجب أن نكون على قدر المسئولية أو أن نترك المجال لمن هم أجدر منا بحملها وتأدية رسالتها السامية التي تميز مهنة الصحافة، ولعلي أختم بتذكير نفسي وتذكير زملائي بقول صفوة الخلق عليه الصلاة والسلام : " وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ في النَّارِ على وُجُوهِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ ألْسِنَتِهِمْ؟ ".. وعلى حب الأخوة نلتقي. [email protected]