كشف تويتر حجم التعصب وعدم تقبل الآخر رياضياً عبر صفحات خاصة يتحكم بمحتواها صاحبها دون رقيب، وأصبح تويتر مصدرا جديدا للتوتر في مدرج الرياضة السعودية بعد أن أصبح المشجع الرياضي قادراً على نشر رأيه كما يريد في صفحة يملكها بدون تدخل الرقيب، ولم يلفت الانتباه ما يرميه المشجع العادي من تعصب أو ما يخترعه من إشاعة حتى وإن تم تناقلها، ولكن الأمر الذي أفرزته المنافسات الكروية المحلية والمشاركات الدولية هو خروج الكثير من قادة الرأي الرياضي عن خط الانضباط النقدي الذي كانوا يسيرون عليه في مقالاتهم في وأحاديثهم الرسمية إلى المستوى الذي لم يكن متوقعاً خصوصاً مع اقتراب المناسبات الرياضية المهمة كما حدث في مشاركة المنتخب الأخيرة في كأس الخليج وما تلا ذلك في لقاء الصين ضمن التصفيات الآسيوية ومنذ عدة أيام كان التويتر موقعاً خصباً للتحدي بين عشاق الكبار الهلال والنصر اللذين يلتقيان على نهائي كأس ولي العهد في مواجهة منتظرة منذ سنوات طويلة، بعد أن غاب لقاء الفريقين عن الموجهات الكبرى التي تكون على حسم بطولة من العيار الثقيل. «عكاظ» سجلت انفلاتاً يصل إلى حد التصعيد بين طرفي اللقاء غير الرسميين الذين يؤثرون على تعاطي الجماهير مع الحدث الأهم حتى الآن في منافسات كرة القدم السعودية، ومع ذلك مازال الطرفان المهمان في معادلة اللقاء يلتزمان الانضباط في التعاطي مع المواجهة، ويتوقع أن تكون حدة الحديث لجميع الأطراف وصلت ذروتها اليوم بعد أن أنهى النصر والهلال لقاءيهما في الدوري المقدم مساء الاثنين والتفرغ التام لمواجهة الكأس، وقد عاب متابعون على مغردين من رجال الإعلام وشخصيات بارزة ينتمون إلى طرفي اللقاء الحدة في الطرح والتحدي والتشكيك في القرارات والرمي بالتهم من أجل تشتيت الذهن للطرف الآخر، كما أعاد الكثير من المغردين من أصحاب الرأي نغمات سابقة تجاوزها الزمن بالنفخ في الطرف الآخر والسير فيما يسمى سابقاً حالات التخدير قبل اللقاء. داعية: الشباب يسقط جراء التعصب قال الشيخ محمد الغضية عضو الدعوة وعضو لجنة رعاية السجناء: إن كل عقلاء الدنيا يرون في الرياضة مجالا للترويح فقط وليست هما أولياً عند المنافسة على الفوز وتجنب الخسارة، وكل من ساهم في التويتر أو غيره بتأجيج العصبية الرياضية أثم؛ كون هذه العصبية أيضاً تؤدي إلى قطع الأرحام بسبب الانتماء الرياضي، حيث يتقوقع بعض المتعصبين لأنديتهم حول أنفسهم ولا يقبلون أي أحد ينتمي لطرف ناد منافس، وهنا نتحدث عن الولاء والبراء الذي حوله للأسف بعض المتعصبين الرياضيين إلى ولاء الانتماء الرياضي، وهذا أمر خطر، فقد كان قديما لا يشهد المباريات سوى الشباب والآن مع تعاقب الأجيال أصبح يشاهدها كل الأعمار من المهتمين، والحقيقية أن النقاش الحاد الذي يشهده تويتر أو أي وسيلة تواصل هو ضمن ثقافة عامة. محامٍ: التغريدات تنقل صاحبها للقضاء المستشار القانوني والمحامي صالح الدبيبي قال ل«عكاظ»: إن ما يحدث في وسائل التواصل ويتعلق بالرياضيين يدخل ضمن التعصب والعنصرية بل أصبح يتجه إلى طريق غير مقبول في بث الإشاعات والتحديات والألفاظ النابية من بعض الشخصيات المعروفة، وهناك كذب أحيانا وتزوير للحقائق، ولا تفيد هذه التعصبات المواطن الرياضي لأنها أمور خارج المنافسة في الملعب ولان التنافس داخل الملعب محمود ومن أساسيات الرياضة، وأضاف: بعيدا عن انتماء أي الاندية أتحدث في العموميات واقول للشخصيات الرياضية والكتاب أنتم تكتبون عبر تويتر كمثال بحديث موجه لشريحة كبيرة جدا من المراهقين الذين نريد كمجتمع أن نكون شركاء في تقويمه لا بزيادة التعصب غير المقبول، ومن الممكن أن تنقل التغريدة صاحبها إلى ساحات القضاء إذا وجد مدعيا.