مستاءةٌ أنا جداً مثل الكثير من السيدات من هذا البرنامج المدعو ( نمبر بوك ) number book. فمنذ أن بدأ يعمل ونحن في ورطة حقيقية، فهو يعتبر أقوى البرامج المستخدمة لمعرفة رقم أي شخص تريد أن تحادثه، أو تتطفّل عليه فبمجرد أن تكتب اسم البلد، ثم اسم الشخص، يقوم البرنامج فوراً بسحب الرقم واسم صاحبه من الجوالات الأخرى المسجلة به، ليزوّدك بما تريده من أرقام وأسماء. في الواقع ربما لا يكون البرنامج هو المشكلة، إنما هي عادة البعض (الوحشة) في إساءة استخدام كل تقنية جديدة، وحبٍ للاستعراض و(الفهلوة). ليس أمامي سوى الدعاء على العفريت، أقصد البرنامج الذي أتمنى أن ينتحر من تلقاء نفسه، أو أن تصيبه سكتة أو شلل تقني، ويختفي من كل الموبايلات ومن ( الأبل ستور )، ومن الوجود.فيومياً أعاني اتصالات ومسجات من أناس لا أعرف من أين حصلوا على هذا الحق الذي يرون فيه أن من واجبي الرد عليهم، والتفاعل معهم على هاتفي الشخصي، لأنني شخص (مشاع) - حسب رأيهم - أو مجرّد كاتبة في هذه الصحيفة!! يااااه، عليها السلام أيّام خدمة (905)، والله يذكرهم بالخير ال (مآمير) المشغولين دائماً بأداء الصلاة أو بخدمة متصل أو (مُتوهّق) آخر، الذين كانوا يحترمون خصوصية الأرقام التي يرفض أصحابها أن تظهر للعامة، الذين انقرض اللجوء إليهم عند هذا الجيل المتمكّن تقنياً. فمهما كانت المبررات التي تدفع أحدا ما للحصول على رقم هاتفك فهي ليست مقنعة لي أبداً دون طلب أو استئذان، خاصة أنها تندرج تحت حق المرأة بمساحة خاصة من الحرية والخصوصية، وبكونها أيضاً تمتلك حق استخدام الهاتف، الذي قد يُسحبُ منها في حال تدخلت السلطة الأبوية، أو الزوجية، أو الأخوية لمجرّد معرفتهم بوجود اتصالات أو رسائل غريبة. ولا أدري إن كانت هناك حلول فنية أو قانونية أو أخلاقية للتصدِّي لهذه الازعاجات، لأن البرنامج (العفريت) يقدّم لهم جميع الخيارات، ويعرضها أمامهم : شبيك لبيك أي رقم تحتاجه بين يديك، عمل، منزل، جوال، نحن هنا في خدمتك، وفي خدمة إزعاج من تريد. بصراحة .. يصعب التفاهم مع بعض الناس وإخبارهم بالعيب واللاعيب، ولهذا ليس أمامي سوى الدعاء على العفريت، أقصد البرنامج الذي أتمنى أن ينتحر من تلقاء نفسه، أو أن تصيبه سكتة أو شلل تقني، ويختفي من كل الموبايلات ومن ( الأبل ستور )، ومن الوجود. twitter: @hildaismail