أقامت مؤخرا «أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة» الأمريكية حفلاً ضخما وُزّعت من خلاله أولى جوائز الأوسكار، والتي جاءت من نصيب فيلم «فارسان عربيان» عن أفضل إخراج. فمنذ عشرات السنين ونحن نقرأ ونتابع على الشاشات عن حفلات توزيع جوائز الأوسكار الشهيرة، ومنها ما سنتابعه للمرة 85 في حفل هوليوود فجر اليوم الاثنين. فقد كان فيلم «Knights Two Arabian» أمريكياً عربي الهوا وذلك منذ أول مشهد وحتى آخر مشهد بامتياز، فقصته تدور حول صراع كوميدي ورومانسي بين جنديين أمريكيين على حب فتاة عربية تنافسا عليها بعد الحرب العالمية الأولى في شبه الجزيرة العربية، كما أن مخرجه الحائز على أول أوسكار هو أمريكي من أصل روسي، ومولود في مكان اسمه Basarabia بمالدوفيا في إمبراطورية روسيا في تلك الحقبة الزمنية. ومع أن تصوير فيلم «Knights Two Arabian» تم في الولاياتالمتحدة وعرض في عام 1928 بدور السينما فيها وفي أوروبا، إلا أن مشاهديه ظنوا أن التصوير تم فعلاً في الجزيرة العربية، وكان من تمثيل الأمريكيين الراحلين في 1931 و1972 وليام بويد ولويس وولهايم، المتصارعين في الفيلم على الفوز بقلب الفتاة العربية والتي كان اسمها ميرزا، والتي قامت بدورها الممثلة الأمريكية الراحلة «ماري أستور». وتدور قصة الفيلم باختصار حول اثنين من الجنود الأمريكيين انقطعت بهم السبل ثم تمّت محاصرتهما في منطقة متنازع عليها أثناء الحرب، فاعتقلهما الألمان وزجّوا بهما في معسكر لأسرى الحرب كان فيه بعض المعتقلين العرب، حيث استطاعا الهرب من هذا السجن بعد سرقتهما لدشداشتي أسيرين عربيين، ليساعدهما لونهما الأبيض على التخفي وسط الثلوج وهما يلوذان بالهرب. وبعد ذلك تضطرهما الظروف للانتقال إلى القسطنطينية قبل تغيير اسمها فيما بعد إلى إسطنبول، ومنها هربا في عربة مكتظة بالقشّ، والتي استقرت بهما في منطقة بالجزيرة العربية يتعرفان فيها إلى الفتاة العربية «ميرزا» فتأسرهما سويا في حبها، ثم تجري في الفيلم الصامت أحداث كوميدية، خصوصاً حين لجوئهما إلى القنصلية الأمريكية في المنطقة للحصول على مساعدة. يذكر انه قد تم العثور على نسخة من الفيلم في منزل منتجه بعد مقتله عن عمر يناهز 71 عاما، على اثر حادث طائرة، وهو الأمريكي الشهير «هوارد روبارد هيوغز». أما مخرج « Knights Two Arabian» أو «فارسان عربيان» والحاصل على أول أوسكار فهو «لويس مايلستون» الحائز على جائزة أوسكار أخرى في 1930 عن فيلمه «السكون التام في الجبهة الغربية».