أرامكو ترتكب خطيئة كبرى كلما توسعت في إعطاء بعض الشركات جزءا من أعمالها لأنها بذلك تبتعد عن دورها الاجتماعي الذي يجب أن يكون في أولوياتها كما هو حال كل الشركات العملاقة. الموظفون السعوديون المضطرون للتعاقد مع تلك الشركات يفقدون الأمان الوظيفي والمزايا التي تقدمها أرامكو من حقوق, وتأمين صحي, وسكن, ومستقبل واضح, وتطوير للقدرات, وإجازات متنوعة. أرامكو في وضعها الحالي تتخلى بشكل غريب عن مسئوليتها تجاه شريحة كبيرة من السعوديين وتتركهم تحت رحمة شركات تفرض شروطها عليهم وهم يقبلونها مجبرين لا مخيرين. أرامكو التي أخذت بيد المواطنين البسطاء في الخمسينات وعلمتهم ودربتهم وخرجتهم رجال أعمال ناجحين يشار إليهم بالبنان تتخلى اليوم عن كل ذلك بحجج غير مقنعة ولا مقبولة رغم أنها شركة حكومية لا تسعى للربحية وإذا ما تخلت عن دورها فإنها سترسم صورة مشوشة عنها داخليا وخارجيا غير صورة الخمسينات والستينات. يقال: إن لدى ارامكو استراتيجية لاستيعاب أولئك الموظفين لكن تلك الاستراتيجية كثيرا ما توقفت وأجبرت الموظف على قبول وظيفة بنصف ما كان يتقاضاه وتتجاهل سنوات الخبرة بغير وجه حق. فكروا بعقل المواطن, واشعروا بنفس مشاعره, وأعيدوا الأمور لنصابها. ولكم تحياتي [email protected]