قبل عدة أيام تشرفت بتواجدي في جريدة اليوم عندما دعاني الأستاذ محمد الوعيل لأكون أحد المشاركين في لقاء كان ضيف الشرف فيه الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي, الأمين العام لمنظمة رابطة العالم الإسلامي. ومع أن هذه أول مرة أقابل فيها هذا الشيخ عبد الله التركي, إلا أن اسمه وجهوده تقاطعت مع بعض ما كنت أقوم به عند الحديث عن الإسلام في محاضراتي في الغرب. وقد كنت استخدم بعض ما كان يقوم به فضيلة الشيخ عبد الله وما تقوم به رابطة العالم الإسلامي لكي تساعدني في الحديث عن الإسلام وسماحته. وبعد لقائي بالشيخ عبد الله بدأت أسترجع بعض ما سمعته من بعض المحاضرين الغربيين غير المسلمين عن الإسلام. فقد كان المحاضر الغربي يتحدث عن الإسلام وعن سماحته وجماله بتفاصيل تبهر أي مستمع. وفي احدى المناسبات قام أحد العارفين بالإسلام ولكنه غير مسلم يتحدث عن أخطاء المسلمين والتي لو لم يرتكبها المسلمون لكان كل من في الغرب مسلما. فقد ذكر أنه وبعد أن دخل المسلمون إلى أسبانيا وانتشر الإسلام, قام المسلمون بحماية الأقليات وإعطائها حقوقها سواء أكانوا من المسيحيين أو اليهود, وانتشر خبر عدالة وسماحة الإسلام. وبعدها بعدة سنوات اختلف أحد ملوك بريطانيا مع بابا الفاتيكان. وقرر البابا مقاطعة البريطانيين ومنع الزواج منهم. وعندها قرر ملك بريطانيا اعتناق الإسلام هو وشعبه لما سمعه من سماحة الإسلام. ولكن عندما طلب بعض المسلمين في الأندلس القدوم لبريطانيا تقاعس الكثير منهم إلى أن سمع البابا بما يحدث وأصلح خلافه مع ملك بريطانيا. ولم تكن هذه هي المرة الوحيدة. بل انه وفي عام 114 هجرية كاد الإسلام يدخل لجميع أنحاء اوروبا ولكنهم انهزموا في معركة بلاط الشهداء (تور و بواتييه) بسبب دخولهم في أخطاء قاتلة ومنها أن المسلمين عندما بدأت تلوح لهم بوادر النصر في بعض المواقع, لم يكونوا قد وضعوا خطة للإمداد. وانقلبت الموازين وقتل عبد الرحمن الغافقي. ومع أن محاولات المسلمين لم تتوقف ولكن المشكلة الكبرى التي واجهها المسلمون ليست العدو الذي أمامهم ولكن كانت نزاعاتهم بين بعضهم البعض وحرصهم على الغنائم والمصالح الشخصية. وهذا ما يحصل الآن للمسلمين في يومنا هذا من ضعف العالم الإسلامي هو بسبب الخلافات في العالم الإسلامي. والخلافات هي اكبر خطأ قاتل. @mulhim12