رحب مجلس الأمن الدولي، الجمعة، بالدعوة إلى حوار وطني في اليمن في 18 مارس المقبل، متوعداً بفرض عقوبات على من يعرقلون عملية الانتقال السياسي، وفي مقدمتهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وفي بيان أصدره بإجماع أعضائه ال15، أعرب المجلس عن «قلقه حيال معلومات عن تدخل أفراد في اليمن يمثلون النظام السابق (أو) المعارضة السابقة في العملية الانتقالية»، مسمياً خصوصاً صالح ونائب الرئيس السابق علي سالم البيض. وكرر المجلس «عزمه اتخاذ إجراءات، بينها تلك التي لخصتها المادة 41 من ميثاق» الأممالمتحدة، أي فرض عقوبات في حال استمرت هذه العرقلة. كذلك أبدى المجلس «قلقه» حيال معلومات عن توزيع أسلحة وأموال في اليمن «بهدف الإضرار بالعملية الانتقالية» من دون أن يسمي إيران في شكل مباشر. واتهمت صنعاء طهران بتسليح المعارضين الحوثيين الشيعة في شمال اليمن بعدما اعترضت سفينة كانت محملة بأربعين طناً من الأسلحة، الأمر الذي نفته إيران. شدد أعضاء مجلس الأمن على ضرورة إجراء الحوار الوطني من دون إقصاء، «وبمشاركة كاملة من كافة أطياف المجتمع اليمني وضمنهم ممثلون للجنوب» والنساء حوار بلا اقصاء وتحقق لجنة العقوبات في الأممالمتحدة في شأن هذه القضية بناء على طلب السلطات اليمنية. وشدد أعضاء مجلس الأمن على ضرورة إجراء الحوار الوطني من دون إقصاء، «وبمشاركة كاملة من كافة أطياف المجتمع اليمني وضمنهم ممثلون للجنوب» والنساء. وهذا الحوار الوطني مقرر بموجب اتفاق المرحلة الانتقالية الذي سلم بموجبه الرئيس صالح السلطة إلى نائبه السابق عبدربه منصور هادي في فبراير/شباط 2012 بعد أكثر من عام من الاحتجاجات في الشارع اليمني. ويواجه هادي صعوبات في تطبيق الاتفاق بسبب اهتزاز الأمن في البلاد، حيث عزز تنظيم القاعدة وجوده كما لا يزال أنصار صالح مؤثرين. ويهدف الحوار إلى وضع دستور جديد والتحضير لانتخابات تشريعية ورئاسية في فبراير/شباط 2014. ولا يزال التيار المتشدد في الحراك الجنوبي، المطالب باستقلال جنوب اليمن، معارضاً لهذا الحوار، لكن تيارات أخرى أكثر اعتدالاً في الحراك قبلت المشاركة فيه. وقام وفد من مجلس الأمن الدولي بزيارة استثنائية لصنعاء في 27 يناير/كانون الثاني لتقديم الدعم للرئيس هادي. وفي سياق آخر, شن شباب الثورة الشبابية السلمية في عدة مدن يمنية الجمعة هجوماً عنيفاً على إيران, وعبروا عن غضبهم وانزعاجهم من تدخلات طهران في الشؤون الداخلية اليمنية. ففي العاصمة صنعاء شارك عشرات الآلاف في تظاهرات ما أُطلق عليها جمعة «لا عدالة بدون محاكمة القتلة»، وخلالها تحدث خطيب ساحة الستين فؤاد الحميري عن التدخلات الخارجية مشددا على أن «كل قول أو فعل يمس سيادتنا فلن يكون مرحبا به ولن نسمح لأحد التحدث باسم الشعب اليمني». وقال أيضا في سياق حديثه للجانب الإيراني : إذا جئتم إلى اليمن لمواجهة أمريكا فهي بجواركم في العراق وأفغانستان، وإن جئتم لمواجهة إسرائيل فأنتم تحرسونها بسوريا ولبنان. وفي الإطار نفسه تحدث خطيب ساحة الحرية بتعز النائب البرلماني شوقي القاضي أيضا عن أسلحة الموت والدمار الإيرانية قائلا : كنا نتمنى من أشقائنا في إيران أن يصدروا لنا تقنيات العصر والغذاء والدواء لا أن يغرقوا بلادنا بأسلحة الموت والدمار. وتساءل القاضي عن شحنات الأسلحة التي تهرب إلى اليمن والتي كان آخرها شحنة الأسلحة الإيرانية التي ضبطتها السلطات اليمنية، وقال : «هل تعلمون أيها اليمنيون أن هذا السلاح يهرّب إلى بلدكم من أجل قتلكم»، معتبرا تهريب السلاح إلى اليمن خيانة لليمن ولشهداء الثورة مطالبا قادة اليمن والأحزاب السياسية والتكتلات الثورية والتجار بالوقوف ضد تهريب وتوريد السلاح إلى اليمن لأنه أداة قتل وفتك بالإنسان اليمني ودعا إلى دعم مؤتمر للحوار الوطني لإنقاذ اليمن من التفكك والانقسام والتشرذم والضياع.