تطورت الأزمة السورية في نهاية الأسبوع الماضي تطوراً خطيراً بتبادل حوادث خطف المدنيين في القرى السورية. وقد أقدمت ميليشيات تابعة لنظام الاسد على اختطاف عشرات المدنيين من قرى في شمال غرب سوريا. وهذا تطور يحول النظام كلياً إلى منظمة ميليشية، كما أنه مقدمة لتحويل سوريا إلى ميدان للعصابات والانتقامات المتبادلة. وتبدو هذه هي الخطة البديلة ومرحلة أخرى يخطط لها النظام ورعاته حينما يجد النظام نفسه عاجزاً عن كبح انتفاضة الشعب السوري. وذلك يعني أن النظام يحاول «لبننة» الأوضاع في سوريا واستيراد المرض الطائفي اللبناني إلى بلاده. وواضح أن هذه الأحداث هي مؤشرات على أن النظام ورعاته في طهران يشرعون في تنفيذ تهديداتهم بتخريب سوريا إن فشلوا في استمرار السيطرة عليها واستمرارها مركز عمليات لمؤامرات التخريب في الوطن العربي. وواضح أيضاً ان نظام الأسد غير معني بأي سبيل رشيد لإخراج سوريا من أزمتها ما لم يكن هذا السبيل محققاً لرغبات طهران. ولجوء النظام إلى عمليات الخطف يعني أن النظام مقتنع أنه يعيش أيامه الأخيرة، وأن عليه أن يدمر سوريا ما دام أنه يفقد السيطرة عليها. وهذه التطورات الأخيرة تفرض على الدول العربية وعلى المجتمع الدولي أن يبادر لمنع نظام الأسد من تطوير جرائمه وتنويعها ومنعه من جعل الخطف ثقافة صراع جديدة بعد أن طبع سلوكياته مع المجازر وقوائم الموت اليومية. وعمليات خطف المدنيين مدانة بأي شكل تحدث فيه ومن أي طرف يرتكبها، لكن أن يبادر نظام إلى ارتكاب عمليات خطف يعني أن هذا النظام ورعاته يخططون لارتكابات شيطانية وإدخال سوريا في أتون حروب الانتقام الطائفية والمناطقية قد لا تتخلص منها بعد عقود. ويبدو أن السيناريو الإيراني لاتجاهات الأحداث في العراق يجري تطبيقه حالياً في سوريا. ويتعين على المجتمع الدولي الا يسمح لطهران بإكمال برامجها الإجرامية في سوريا بعد أن دفع الشعب العراقي، ولا يزال يدفع، ثمناً باهظاً للخطط الإيرانية المعادية للعرب والهوية العربية. وتمارس إيران مؤامراتها وارتكاباتها علناً في سوريا، سواء بتوجيه النظام أو بإرسال السلاح أو الميليشيات للاشتراك في قمع السوريين ومنع سوريا من التحرر من ظلمات الاحتلال الإيراني البغيض.